شهد اللقاء الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بمراكش رسائل سياسية حاسمة، حيث حرصت قيادة الحزب على تسليط الضوء على إنجازات الحكومة بالأرقام، والرد على الانتقادات الموجهة لوزير الصحة بعد حملته الهادفة إلى تطوير القطاع الصحي. كما تخلل اللقاء توجيه هجوم غير مباشر إلى أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، الذي يتهمه بعض قياديي الأحرار بتخصيص الانتقادات لشخصيات محددة، متجاهلاً بقية أعضاء الحكومة.
وأشار رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي ورئيس مجلس النواب، خلال كلمته إلى أن النقاش السياسي بالمغرب أصبح للأسف شخصياً، واصفاً بعض الهجمات السياسية بـ”الفاست فود”، أي انتقادات سطحية لا تعكس فهمًا حقيقيًا للإصلاحات. وأضاف أن بنعبد الله يحاول تقديم نفسه وصياً على المشهد السياسي، رغم إخفاقاته المتكررة في الانتخابات وضعف ثقة المواطنين به.
وكشفت مصادر مطلعة أن خلفيات رد الأحرار على بنعبد الله تعود إلى انتقائه الدائم لاستهداف وزراء معينين، مع الإبقاء على صمت تجاه آخرين مثل نزار بركة، المسؤول عن قطاع الماء، الذي يواجه تحديات كبيرة في عدة مناطق. وأوضحت المصادر أن هذا النهج الانتقائي أثار استياء قيادات الحزب، ما جعل الهجوم على بنعبد الله رسالة واضحة لتعزيز النقاش المؤسساتي وتحييد الشخصنة في العمل السياسي.