في الوقت الذي يكابد المواطنون المغاربة معاناة مريرة مع وسائل النقل، خاصة في المدن السياحية كالداخلة على وجه التحديد ، أصبحت تصرفات بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة تشكل مشكلا حقيقيا يقضّ مضجع المواطنين بهذه المدينة ، برفضهم نقلهم إلى وجهات معينة ، بداعي انه لايدخل ضمن وجهته !
ففي الشوارع الرئيسية ، يجد الزبناء مشكلا تحت أشعة الشمس الحرقة ، وامام مرور العديد من سيارات الأجرة ، الذين يحددون وجهاتهم، بدل الوجهة التي يطلبها الزبون ، مع الإصرار على عدم نقل ثلاثة زبناء أو اثنين على الأقل بتسعيرة واحدة .
وكما عاينت ذلك جريدة الساحل بريس الإلكترونية صباح اليوم بطاكسي صغير يحمل ترقيم 266 ، حيث توقف صاحب الطاكسي وحمل مدير الجريدة لامتار قليلة وتوقف به بداعي انها ليست وجهته ، وان وجهته سمر قند وليست حي الغفران مع العلم ان الغفران وسمر قند لايفصل بينهما إلا حي لبيشات ؟ وهنا وجب التذكير من الناحية القانونية، بإنّ سائق سيارة الأجرة الصغيرة مُجبر على نقل الزبون إلى الوجهة التي يريدها هو، لأنّ السيارة التي يقودها في الواقع ليست ملكا له، بل هي رهْن إشارة الزبون”.
وفي ذات السياق وكما هو معمول فمن حق أي واحد ركب طاكسي صغير ان يوصله الى حيث شاء ، على أساس أن تكون الوجهة ضمن المجال الحضري المسموح به ، فالقانون يقول إذا لم تكن وجهتك هي وجهة الزبون فلا تتوقف له نهائيا ، وللاسف هو ماوقع عكسه تماما .
إنما ما نتوصل به ونسمعه دائما هو ان البعض من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة لايجدون حرجا في قذف جملة “ما غاديش لْديك البلاصة” في وجه الزبناء ، وعلى هذا الأساس يصبح من حقّ الزبون على سائق سيارة الأجرة أن يقلّه إلى حيث يريد، “وإذا رفض عليه أن يطلب منه التوجه إلى أقرب مفوضية للشرطة”.
فالسبب وكما هو معلوم يتجسد في “استسلام” الزبناء لما يفرضه بعض أصحاب سيارات الأجرة الصغيرة إلى الجهل بالقانون، إذ لا يمكن إنكار أنّ بعض السائقين يرفضون نقل الزبناء إذا كانت الوجهة التي يقصدونها بعيدة، ويختارون الزبناء المتوجهين إلى وجهات قريبة من أجل كسب ربح مالي أكبر ، هذا لايستقيم مع ما تعرفه المدينة من تطور، وعار على السائقين الذين تصدر عنهم مثل هذه السلوكات”.