تنتشر ظاهرة تدخين الحشيش في كثير من المقاهي بالداخلة خصوصا الجهة الجنوبية ، حيث تتعطل حاسة الشم من قوة رائحة الحشيش المنبعثة من مدخنين يختارون مقاهيهم بعناية فائقة وبعيدا عن أعين الأمن ، إذ أصبح الأمر مألوفا، وكأنه الهواء منسم برائحة ما ، فقد اعتاد رواد هاته المقاهي تدخين الحشيش ، وأتى اخرون ليتشاركوا معهم هذا الميراث.
مقاهي إختارت أن تتغلب على أزمتها الخانقة وتحقق نجاحاً كبيرا في الشق المالي ، في خرق سافر لتاريخ المقهى ، المكان الإجتماعي الذي تقصده الساكنة ، حينما كانت المقاهي فضاءا للقاءات والنقاشات الهادفة العربي و ملاذا لعلية القوم من رجال الفكر والسياسة و كبار المثقفين وهواة القراءة والمناقشات الفكرية الساخنة من مختلف مشارب العلم ، لكن كل هذه المفاهيم والمعاني للمقهى غائبة ومغيبة بالداخلة ، المدينة العائمة وسط بعض المقاهي التي تغظ الطرف عن تدخين الممنوعات داخل فضاءاتها رغم وضعها لملصقات تحذر من تدخين الحشيش الا أن ذلك يبقى للتمويه فقط .
فعلى امتداد المسيرة جنوب المارشي مرورا بشارع الميناء وصولا إلى حي السلام ، إنتشرت مقاهي تستقطب عينات من المواطنين المدمنين لهذه المادة بشكل مثير للجدل ، والتي تشكل خطرا حقيقيا على المنظومة الاجتماعية بكاملها أو الأطراف المستفيدة من استمرار تواجدها المشبوه خاصة في هذا النوع من المقاهي ما يحيلنا إلى طرح السؤال التالي : كيف تتعامل السلطات مع هذه المظاهر التي تجتاح المقاهي؟
إن تعاطي المخدرات، هي من أهم الأنشطة الرئيسية لبعض من المقاهي وحتى لا أعمم ، حيث العشرات من المدمنين جعلوا منها مقرهم الرسمي ، للمثابرة في تعاطي المخدرات، ظنا منهم أنهم في مأمن دون إحساس بأن كل الأجواء التي هم فيها تعتبر خارجة عن القانون، مع العلم أن المصالح الأمنية بالمدينة تقوم بعمليات تمشيطية بين الفينة والاخرى ، ولكن الظاهرة لازالت مستمرة مما يحيلنا إلى السبب عن الصمت، سيما أن مثل هذه الأوكار قد تفرخ ظواهر أخرى أشد خطورة ومستعصية عن الحل.