بالداخلة شبح الإفلاس يعصف بمقاولات صغيرة ويهدد أخرى فما الحل ؟

هيئة التحرير10 مايو 2023آخر تحديث :
بالداخلة شبح الإفلاس يعصف بمقاولات صغيرة ويهدد أخرى فما الحل ؟

تعاني بعض المقاولات الصغيرة في الداخلة من شبح الإفلاس والانهيار ، بسبب الإهمال وانعدام المواكبة والتتبع خصوصا تلك التي استفادة من الدعم لإنجاز مشروعها ، ليتحول الأمر في الفترة الأخيرة إلى ظاهرة باتت تلاحق أغلب المقاولات ، سواء منها حديثة الإنشاء أو تلك التي مر على إنشائها سنوات .

ولم يسلم أي قطاع من هذه الظاهرة، التي أثرت على الاقتصاد المحلي ، خاصة أن مسطرة المواكبة والتتبع في حالات إفلاس والتقارير النهائية حول وضع هذه المقاولات من طرف المؤسسات الداعمة ، لا وجود له ليتمكن صاحب المقاولة أن يجد المساعدة على تدارك وضع مقاولته ومشروعه المنجز .

ولعل القاسم المشترك بين أغلب المقاولات الصغيرة التي تعرضت للإفلاس بالداخلة ، هو تملص المؤسسات الداعمة من مسؤولياتها وعدم تفعيل المساطر التي تنظم طريقة إستخلاص الدين إن كان مشروع مدعوم (قروض شرف) ، ما ساعد على إنتشار الإفلاس ، ولعل السبب الرئيسي هو أن جل الإتفاقات المبرمة وكل الدلائل المسطرية لا يتم الإلتزام بها من طرف الجهات المانحة ؟

يرى المراقبون أن جائحة كورونا وماتبعها من أزمات كإرتفاع أسعار المواد الأساسية والمحروقات مؤخرا ، وتضارب السياسات الاقتصادية، وتقاعس المؤسسات المانحة عن أداء دورها بالشكل المطلوب أدى إلى ارتفاع معدلات إفلاس المقاولات لا سيما الصغيرة منها ، حيث وفي هذا السياق بالضبط تتخذ المؤسسات المانحة طرقا لإرغام المستفيدين على أداء المستحقات التي هي في ذمتهم غير آبهين بالواقع الإقتصادي وقدرة الأفراد على الصمود أمام هاته التقلبات التي يفرضها ضعف العمل والإقبال والسوق المحلي الذي يعرف منافسة غير شريفة وغير نزيهة .

وإرتباطا بالموضوع ، يؤكد بعض المراقبين أن معدلات الإفلاس بين المقاولات الصغيرة ، أغلبها يأتي في إطار المنافسة غير النزيهة، إذ يواجه البعض منها أزمات مُتعددة ، ينضاف إلى ذلك الحقيقة الغائبة عن المواطن ، والتي تشير إلى أن عدد المقاولات التي أعلنت عن فشلها وأفلست إرتفع بنسب عالية خلال السنوات القليلة الماضية بالتزامن مع إنتشار وباء كورونا ، ما تسبب في رسم صورة قاتمة لدى الشباب عن أوضاع المقاولات الصغيرة والاقتصاد المحلي بالداخلة عموما .

ومن أهم المقاولات التي أشهرت إفلاسها، بعض المقاولات تم دعمها من طرف جمعية الداخلة مبادرة في إطار برنامج التشغيل الذاتي، التي يقول مستفيدوها أنها لم تجد المواكبة اللازمة والتتبع بعد دعمها ، لتجاوز الأزمات الظرفية التي عصفت بها وأنهت طموح أصحابها .

وعانت المقاولات الذاتية المدعومة من طرف جمعية الداخلة مبادرة في السنوات الأخيرة من أزمات مالية حادة ، بسبب ضعف المواكبة وإنعدامها ، ما ادى بها إلى اللجوء إلى فكرة فصل العمال لترشيد النفقات، ومن باع أليات الإشتغال ليسدد ديونه المتراكمة ، وذلك بسبب غياب الإرادة الحقيقية لدى الجهات في إنقاذ المقاولات ، ليتوقف نشاط المقاولات وتنتهي بالإعلان عن الفشل والإفلاس .

إن غياب تدخل الجهات المانحة ( جمعية الداخلة مبادرة ) لإنقاذ المقاولات المدعومة ،أدى بها إلى الإفلاس والفشل في تحقيق أهدافها الإقتصادية ، وبالتالي لم يعد لها وجود الا أن الغريب في الأمر هو مطالبت الجهات المانحة من الذين إستفادو وفشلو في مشاريعهم بسب عدم المواكبة والتتبع التي تقع على عاتق الجهات المانحة ، أن يأدو ما بذمتهم من دين وفي حالة عدم الأداء يتم عرضهم على القضاء ؟ لتنتهي فصول قصة المقاولات الصغيرة المفلسة ب “حل الإرغام والإجبار “على أداء المستحقات والديون التي بذمتها دون الرجوع إلى الأسباب !

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة