فتحت الزيارة الحزبية الأخيرة، التي قام بها وزراء من حكومة أخنوش إلى الداخلة لحضور المؤتمر الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار ، والتصريحات التي رافقت المؤتمر ، عن آفاق جديدة لتطوير العلاقة بين الجهة والمركز ، وفتحت كذلك الباب أمام نقاش واسع ، عن سياسة الحزب التجمعي ، الملتزمة أولا وقبل كل شئ بمصلحة الحزب وتقوية تواجده داخل المجالس المنتخبة والهيئات والتمثيليات ، وعن ما قد تشهده الأيام القادمة، من السعي إلى حلحلة ملفات طرحت باللقاء الحزبي الأخير والتي كان أبرزها ” مشكل الكسابة والتشغيل والضيعات الفلاحية ومشكل غلاء الأسعار ” وغيرها من الملفات ، الذي يعطي إنطباعا أن سياسة التقارب التي ينهجها الحزب التجمعي ناجحة نوعا ما ، مع الفعاليات والشخصيات المؤثرة داخل المجتمع والإنفتاح أكثر على مطالب الساكنة ونقلها بأمانة إلى المركز .
إن زيارة الوزراء التجمعيين إلى الداخلة تفتح الباب على مصرعيه أمام كل الفاعلين السياسيين إلى الإنخراط في مشروع الحزب القائم على القرب والتواصل وتبني القضايا الحقيقة للمواطن ، إلا أن هذا المشروع تعتيريه أسئلة يمكن إختزالها في :
هل سيتفاعل الوزراء بالشكل المطلوب مع المطالب العالقة خصوصا ما تشهده الداخلة مع جرائم ضد الثروة السمكية بطلها المهرب المثالي المعروف ثم مشكل القوارب المعيشية والإستنزاف المتواصل للثروة البحرية من طرف البواخر وكذا إستنزاف الفرشة المائية والجفاف الذي إنعكس سلبا على كسابة الجهة والإنفتاح أكثر على تمثيليات الكسابة لمعرفة مشاكلهم وحلحلتها ومشكل التشغيل والصحة والسكن والبنى التحتية والمشاكل البيئية الكثيرة ؟
أسئلة وأخرى قد نجد جزءا من الإجابة عليها عقب التصريحات التي أدلها بها الوزراء والفعاليات الحاضرة من منتخبين وبرلمانيين ومجتمع مدني، بعد إنتهاء المؤتمر الجهوي لحزب الأحرار ، والتي قد يعززونها بتحركاتهم ، في ظل سياسة التقارب التي ينهجونها ، بعيدا عن المصالح السياسة والتحالفات الضيقة ، فالمراقبون يرون أن حزب التجمع الوطني للأحرار وفاعليه المحليين أبلو بلاءا حسنا عندما حاولوا إستقطاب مجموعة من وزراء الحكومة لطرح جملة من المشاكل الإجتماعية والإقتصادية والترافع عن مطالب الساكنة و إسماع الوزراء صوت المواطنين بالداخلة المطالبين بغد أفضل ، وهذا بحد ذاته إنجاز يسطر تحته بخط عريض ، ويدفعنا إلى تشجيع مثل هذه المبادرات الحزبية التي تسعى إلى المصلحة العامة في ظل الوضع القائم والتقلبات التي يعيشها الإقتصاد المحلي والوطني والأبواب الموصدة أمام مطالب المواطن الإجتماعية من عموم الإدارات والمؤسسات ؟ فالسياسة يجب أن تكون مبنية على أسس قويمة وقوية فيها أخذ وعطاء لا أن تكون براجماتية، تسعى فقط إلى حيث توجد المصلحة .
إن زيارة الوزراء التجمعيين في هذا الوقت بالذات تحتمل منطقي ” الربح والخسارة ” ، فالربح يكمن في نجاحهم في تدبير المرحلة والإنكباب على مشاكل المواطن وحلها في القريب العاجل والخسارة تكمن في العجز التام عن ذلك وإستعمال لغة التمني والتنويم ؟