جهة الداخلة… موسم الهجرة إلى الأحزاب لم يبدأ بعد ، لكنه قادم !

هيئة التحرير5 أغسطس 2025آخر تحديث :
جهة الداخلة… موسم الهجرة إلى الأحزاب لم يبدأ بعد ، لكنه قادم !

بقلم : محمد الصغير

في الجنوب، حيث الصمت كثيرًا ما يكون أبلغ من الكلام، تعيش جهة الداخلة وادي الذهب على إيقاع ما قبل العاصفة. انتخابات تشريعية تلوح في الأفق، والمشهد السياسي لم يدخل بعد طور الانفجار، لكنه يتنفس ببطء على إيقاع ترقب خافت.
فالترحال السياسي لم يبدأ بعد… لكن الأرض تتحرك.

في الكواليس، حديث خافت، عيون تترقب، ومكالمات تُجرى بصوت منخفض، كأن ثمة اتفاقاً غير معلن بأن “الترحال مسألة وقت فقط”، لا خياراً. فمع كل استحقاق انتخابي، يعود السؤال المؤجل: هل نحن أمام ساحة حزبية أم سوق مفتوحة للانتقالات السياسية؟

لا شيء رسمي حتى الآن. لم تصدر بلاغات استقالة، ولم تُعلن تحالفات جديدة. لكن من يعرف هذه الجهة، يعرف أن الصمت لا يعني الجمود، بل غالبًا ما يكون مقدمة لحركة مفاجئة، تسبقها “هدنة تكتيكية” لا أكثر.

في جهة الداخلة، حيث تُدار السياسة بميزان المصالح لا ببوصلات الفكر، الانتماء الحزبي أقرب إلى بطاقة هوية مؤقتة، يمكن تجديدها… أو تمزيقها عند الحاجة.
ومع اقتراب الحسم، تدور الأحاديث في المجالس والصالونات حول من سيلتحق بمن، ومن سينقلب على من، ومن يفاوض بصمت، ومن ينتظر إشارة “الضوء الأخضر” من العاصمة أو من الفاعلين الكبار في الجهة.

لكن السؤال الأكثر إزعاجاً: هل هذا الترحال، حين يحدث، سيكون بدافع الإيمان بالمشروع الحزبي الجديد؟ أم أنه فقط من أجل مقعد مضمون، أو دعم موعود، أو التموقع في خارطة النفوذ؟

إن المواطن، بدوره، ليس بعيدًا عن اللعبة. فحتى اللحظة، ما يزال التصويت في أذهان الكثيرين مرتبطاً باسم “الشخص”، لا “الحزب”. والعين لا تبحث عن البرنامج، بل عن صاحب النفوذ، أو من “يُقضى على يده الغرض”.

لكن هذه المعادلة بدأت تتصدع. هناك جيل جديد، أكثر وعيًا، أقل صمتًا، يُطالب بأن تتحول الأحزاب إلى أدوات فعل حقيقي، لا مجرد يافطات تُستبدل على أبواب الانتخابات. وهذا الجيل، وإن لم يملك السلطة بعد، فإنه يملك السلاح الأخطر: السؤال.

فهل نشهد، خلال الأشهر القادمة، موجة ترحال تقلب الموازين في الداخلة؟
هل تنطلق “هجرة سياسية جماعية” كما حدث في محطات سابقة، أم أن بعض النخب ستفاجئ الجميع بقدر من الوفاء الحزبي غير المعهود؟

لا أحد يمكنه الجزم. لكن ما هو مؤكد، أن المشهد السياسي في الداخلة يعيش مرحلة غموض ما قبل التحول، وكل شيء ممكن. الترحال لم يبدأ… لكن الجميع يتصرف وكأنه سيبدأ غداً.

وحين يحدث، سيكون من المشروع أن نسأل، وبصوت مرتفع هذه المرة:
هل ننتخب برامج… أم ننتخب أسماء؟
هل نريد تغيير السياسة… أم فقط تغيير اللاعبين؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة