“مجموعتا الجماعات الترابية في وادي الذهب وأوسرد: خطوة تنظيمية استراتيجية تعكس تطلعات الساكنة”

هيئة التحرير9 سبتمبر 2025آخر تحديث :
“مجموعتا الجماعات الترابية في وادي الذهب وأوسرد: خطوة تنظيمية استراتيجية تعكس تطلعات الساكنة”

شهدت دورات المجلسين الإقليميين لأوسرد ووادي الذهب لشهر شتنبر 2025 خطوة تنظيمية هامة، تمثلت في إقرار إحداث مجموعتي جماعات ترابية تحملان نفس الاختصاصات، مع اختلاف التسمية فقط، لتأطير وتدبير مرافق الوقاية وحفظ الصحة، ونقل المرضى والجرحى والأموات، فضلاً عن صيانة وإدارة آليات الأشغال.

المجلس الإقليمي لوادي الذهب أطلق مجموعة الجماعات الترابية تحت اسم “وادي الذهب”، فيما اعتمد المجلس الإقليمي لأوسرد تسمية “الأمل” لمجموعته. هذا التماثل في المهام يعكس رؤية موحدة للإدارة الترابية في الجهة، تهدف إلى ضمان توازن الخدمات العمومية بين الأقاليم المختلفة، مع مراعاة خصوصيات كل منطقة وتطلعات سكانها.

من منظور سياسي تحليلي، يمكن قراءة هذه الخطوة في سياق استراتيجية الدولة لتقوية البنية المؤسساتية المحلية، عبر إنشاء هياكل قادرة على مواجهة تحديات الخدمات الأساسية، خصوصًا في مجال الصحة والنقل ..، الذي غالبًا ما يشكل حاجزًا أمام استجابة فعالة للاحتياجات اليومية للساكنة. كما أن هذه المجموعات تعكس محاولة لتوحيد الرؤية الإدارية في إطار مقاربة أفقية، تضمن تكافؤ الفرص في تقديم الخدمات بين مناطق مختلفة تواجه نفس المتطلبات الأساسية، لكنها كانت تفتقر إلى تنظيم إداري موحد.

انعكاس هذه الخطوة على الساكنة في إقليمي وادي الذهب وأوسرد سيكون ملموسًا على عدة مستويات:

تحسين جودة الخدمات الصحية: من خلال تدبير أفضل لمرافق الوقاية ونقل المرضى والجرحى، ما يرفع من كفاءة الاستجابة للطوارئ الطبية.

رفع فعالية الأشغال العمومية: تنظيم وصيانة الآليات بشكل مركزي يسهم في تسريع إنجاز المشاريع وتحسين صيانة الطرق والبنية التحتية، وهو مطلب شعبي مستمر.

تقريب الإدارة من المواطنين: إدارة الموارد والخدمات بشكل موحد ومرن يتيح تجاوبًا أسرع مع الحاجيات اليومية للساكنة، ويعزز الثقة في المؤسسات المحلية.

إن إحداث هذه المجموعات الترابية ليس مجرد إعادة هيكلة إدارية، بل هو مؤشر على وعي إداري عميق بأهمية توفير أدوات فعالة لضمان جودة الحياة، ومؤشر على رغبة السلطات المحلية في وضع حد للخلل المؤسساتي الذي لطالما أعاق التنمية الحقيقية في المناطق الحدودية، خاصة تلك التي تعرف تحديات لوجستية وصحية كبيرة.

في هذا السياق، يظل السؤال السياسي المحوري: هل ستتمكن هاتان المجموعتان من ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس على الأرض، أم أن التحديات المادية والبشرية ستشكل عائقًا أمام تحقيق النتائج المنتظرة؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مستقبل نموذج الإدارة الترابية في أقاليم وادي الذهب وأوسرد، ومدى قدرته على الاستجابة لانتظارات الساكنة وتحقيق التنمية المستدامة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة