“ملعب الأمير مولاي عبد الله: اختبار الأمطار يكشف نضج البنية التحتية الكروية المغربية”

هيئة التحريرمنذ 4 ساعاتآخر تحديث :
“ملعب الأمير مولاي عبد الله: اختبار الأمطار يكشف نضج البنية التحتية الكروية المغربية”

الساحل بريس / الصغير محمد

رغم التساقطات المطرية الغزيرة التي هطلت على العاصمة الرباط خلال مباراة الافتتاح لكأس أمم إفريقيا بين المنتخب الوطني وجزر القمر، فإن ملعب الأمير مولاي عبد الله برز كنموذج للجاهزية التقنية والتنظيمية، محافظا على أرضية مثالية خالية من أي برك مائية. هذا المشهد، الذي أثار في البداية استغراب الجماهير، سرعان ما تحول إلى إشادة واسعة تعكس قدرة المغرب على تسيير منظومة ملاعب متقدمة تقنيا.

التحليل يكشف أن نجاح الملعب لم يأتِ صدفة، بل هو نتيجة لتخطيط معمّق وتطبيق حلول تقنية دقيقة في تصريف المياه، مكنت من امتصاص كميات الأمطار الكبيرة في وقت قياسي دون المساس بجودة العشب أو بانسيابية اللعب. هذا الإنجاز هو انعكاس عملي لسياسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الرامية إلى اعتماد معايير دولية صارمة، ليس في تجهيز الملاعب وحسب، بل في كل ما يتعلق بالبنية التحتية الرياضية على المستوى الوطني.

المثير للاهتمام أن التجربة لم تقتصر على مباراة واحدة؛ فقد كررت الظروف نفسها خلال لقاء تونس وأوغندا، مؤكدة أن الاستراتيجية التقنية التي اعتمدتها الجامعة ليست مجرد حلول مؤقتة، بل إطار شامل يجعل من الملاعب المغربية منافسة عالمياً، وقادرة على استيعاب مختلف الظروف المناخية.

من زاوية تحليلية، يمكن القول إن هذا النجاح يعكس أكثر من مجرد كفاءة هندسية؛ فهو علامة على نضج مؤسسي وثقة في قدرة المغرب على استضافة المنافسات القارية والدولية. كما يوضح أن الاستثمارات في البنية التحتية الرياضية ليست تكاليفاً استهلاكية، بل أدوات لتعزيز المكانة الدولية للمملكة، وإبراز قدرتها على الجمع بين الاحترافية التنظيمية والتقنية العالية.

باختصار، ملعب الأمير مولاي عبد الله لم يكن مجرد مسرح لمباراة كروية، بل اختبر قدرة المؤسسات الرياضية المغربية على مواجهة التحديات المناخية والبشرية، ليؤكد أن المغرب أصبح لاعباً مؤثراً ليس فقط على مستوى الكرة، بل على مستوى إدارة الأحداث الكبرى بكفاءة عالمية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة