هل فشلت حكومة أخنوش في تحقيق وعودها الإنتخابية في ظل ما يعانيه المواطن من غلاء في الأسعار ؟

هيئة التحرير6 أغسطس 2022آخر تحديث :
هل فشلت حكومة أخنوش في تحقيق وعودها الإنتخابية في ظل ما يعانيه المواطن من غلاء في الأسعار ؟

بقلم : أحمدو بمبا

إن القراءة المتأنّية للمشهد السياسي الإقتصادي والإ جتماعي العام في المغرب ، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ، أن البلد يعيش لحظة استثنائية حُبلى بالمتغيرات ، وأن ارهاصات التغيير الجذري اصبحت تلوح في الأفق مبشّرة بحقبة جديدة لم يألفها المغاربة من قبل ، فالمعطيات الحالية تشير إلى أن حجم التململ الشعبي والإحباط من الواقع المر ، بلغ الحد الحرج الذي قد يدفع بالأوضاع نحو مآلات لم يكن يتوقعها أحد ، وهذه النتيجة متوقعة عندما نشاهد المواطن البسيط محدود الدخل يئن بألم تحت وطأة الأسعار وغلاء المعيشة ، ونشاهد الخدمات العامة تتردى يوما بعد يوم ، ودائرة الفقر تتسع ، والثروة تتكدّس بيد قلة قليلة من المتنفذين الحاليين والقدماء على حد سواء.

إن حكومة أخنوش حاليا ، إما أنها تغضّ الطرف عن الوضعية المزرية التي آل إليها البلد ، أو أنها عاجزة عن مواجهتها ، وفي كلتا الحالتين تظل مسؤوليتها عن ذلك قائمة ، ويتأكد للجميع أن تعهداتها مجرّد جعجعة بلا طحين ، وأنها ابن شرعي للحكومات التي سبقتها ، تستنسخ ممارساتها وافعالها بنفس الكم والكيف ، فبدلا من أن تبني وتعمّر وتحقق ما يصبو إليه المواطن ، تواصل جرّ البلاد نحو مستنقع الفساد والتسيب والتسيير الرديء للموارد الاقتصادية والمضاربات في الأسعار .

لهذه الأسباب وغيرها، أقول وبكل ثقة، أن حكومة أخنوش باتت اليوم على شفا جرف هار ، فهي إما أن تنزلق نحو الفوضى التدبيرية ، وهو خيار لا يريده أحد وليس في مصلحة أحد ، أو تسلك درب التغيير والتعديل في السياسات المُفضية للإصلاح .

أما أن يستمر الحال على ما هو عليه لسنين أخرى ، فلم يعد أمرا ممكنا أو في حكم الوارد، لأن المواطن وصل إلى ذروة التحمل، واصبح أكثر وعيا بضرورة تغيير الواقع المعاش ، ومن شُبه المستحيل إقناعه مرة أخرى بالشعارات الجوفاء والوعود الفارغة.

ما قد يدفع جيل الشباب الحالي والنخبة المثقفة التي لم تتلطخ أيديها بالحقوق ، أن تلتف جميعها حول رؤية شاملة لتصحيح مسار الحكومة وتخليصها من الاختطاف الرأسمالي ، على أن تعمل من أجل تحقيق ما يطلبه المواطن ويتمناه لا أن يتم وضع رتوش تجميلية ، يتم فيها وضع مساحيق تزينية لواقع متأزم ؟

فالحكومة مدعوة اليوم الى أن تبنى مشروع إصلاحي مدني متكامل ، يلامس إنتظارات المواطن ، و في تقديري أننا جميعا كمواطنين مغاربة مسؤولون – كل حسب موقعه – عن توجيه الحكومة نحو ما يخدم مصالح بلدنا وينقذها من وَحل الضياع قبل أن تصل الأوضاع فيه إلى نقطة اللاعودة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة