“لحاق الصحراوية” .. أية قيمة مضافة لجهة الداخلة وادي الذهب

هيئة التحرير25 يناير 2023آخر تحديث :
“لحاق الصحراوية” .. أية قيمة مضافة لجهة الداخلة وادي الذهب

شكلت الرياضة بكل أشكالها وأنواعها منذ الأزل إحدى تجليات الإنفتاح و التعايش بين الحضارات ، و كذا وسيلة للإنتعاش الإقتصادي والتسويق السياحي على المستوى الدولي ، فاليوم وبهذا العهد الجديد ، لم تعد تخلو جهات المملكة من مهرجان أو تظاهرة سنوية تميزها ، فجهة الداخلة وادي الذهب بدورها ، انفردت بتظاهرة يطلق عليها “لحاق الصحراوية ” والتي أكملت تسع سنوات بهذه النسخة التي تستعد الداخلة لإحتضانها ، مع حصيلة لا أود تلخيصها في عدد المشاركات للنساء الغير صحراويات لا تقليدا ولا ثقافة ولا هيئة ( أجنبيات ) ، ولا من حيث عدد و نوعية الرياضات داخل اللحاق التي لا علاقة لها بالمجتمع الحساني المحافظ ، أو حتى الأنشطة الموازية ، لكن التساؤل المحوري الذي قد يحمله كل مهتم و متتبع للشأن العام المحلي ، هو أي قيمة مضافة أعطى “لحاق الصحراوية” لجوهرة الجنوب ” الداخلة” بعد تسع سنوات تنظيمها والتي نختزلها في :

أولا : هل ساهمت في تحفيز النساء الصحراويات على ممارسة الرياضة مثلا ؟

ثانيا : هل أنتجت عداءات صحراويات يمثلن جهة الداخلة وادي الذهب بالتظاهرات الوطنية والدولية ؟

ثالثا : هل ساهمت مثلا هذه التظاهرة في إشعاع جهة الداخلة وادي الذهب رياضيا من خلال النساء الصحراويات علما أن مدينة الداخلة ينخر الكساد الإقتصادي وغلاء الأسعار شرايينها ؟

رابعا : هل فتحت قنوات للتواصل بين الفاعلين بالمدينة و المؤسسات الداعمة عمومية كانت أو خاصة لدعم النساء الصحراويات رياضيا ؟

خامسا : هل أشركت المقاولات النسائية المحلية في تنظيم هاته التظاهرة ؟

 أسيل مداد كثير من الإنتقادات منذ بداية تظاهرة ” لحاق الصحراوية”، حول ما الجدوى من تنظيمها بهذا الحجم لمدة تتجاوز الست أيام ؟ أليس الأجدر أن تخصص أموال دعم هذه التظاهرة لتأهيل البنية التحتية و توفير مرافق رياضية دائمة ؟

إن الأجوبة على التساؤلات واضحة ، وهي أن مصادر تمويل التظاهرة هي من قبل المستشهرين والمؤسسات المنتخبة ، وبالرغم من ذلك فميزانية التظاهرة عرفت زيادة من دورة الى اخرى ، أمر نعتبره غير معقول ، و ينذر بمستقبل مبهم في وقت دعت فيه الدولة إلى ترشيد النفقات وتوجيهها لماهو مهم ، فهذه التظاهرة السنوية ، أضحت فضاءا لتبذير الأموال و تهديم القيم و الأخلاق ، و لاتحمل أي أبعاد إستراتيجية وتنموية للمدينة والجهة ككل .

إن تظاهرة” الصحراوية” اليوم هي بحاجة لوقفة المسؤولين مع ذواتهم ، لتقييم حصيلة تسع سنوات مرت ، و إستشراف مستقبل الجهة مع مثلها من التظاهرات ، التي لا تسهم في التنمية الإقتصادية ولا توفر مناصب شغل مؤقتة للشباب ، بل أكثر من ذلك فهي لا تساهم في تحقيق التنمية المحلية المندمجة، فقد نأسف على أن المنتخبين الذين لم يستطيعوا مسايرة الوضع ومقاطعة مثل هذه التظاهرات التي لا تنفع المدينة بشيئ ، أن لهم من الأدوار و السلط الممنوحة ما يجعلهم قادرين على الوقوف كالبنيان المرصوص أمام هذه المهزلة الرياضية ؟

وأخيرا أعتقد أن المجالس المنتخبة الداعمة لهذه التظاهرة مدعوة لجعل هذه النسخة (التاسعة ) محطة حاسمة ، للقطيعة مع سياسة السخاء التي استنتها المجالس الماضية ، والإلتفات على واقع الساكنة المتهاوي مع قطاعات الصحة المهترئة والتعليم الهش والشغل المنقرض ؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة