هل نحن امام ممارسات سياسية من نوع جديد تتجسد في طموح عائلات سياسية في السيطرة على المشهد السياسي بالصحراء ؟

هيئة التحرير13 أكتوبر 2024آخر تحديث :
هل نحن امام ممارسات سياسية من نوع جديد تتجسد في طموح عائلات سياسية في السيطرة على المشهد السياسي بالصحراء ؟

نفس الإسم العائلي يتكرر في عديد المناصب والمسؤوليات … من هذا المنطلق نبدا في سرد واقع بات يتسيد المشهد السياسي بالأقاليم الجنوبية ، فلو أننا انتصرنا ولو قليلا على القبيلة وابدالها بالمؤسسة الحزبية والتشبت بالإيديولوجية والتوجه الحزبي ، الا اننا نعيش واقعا اخر وهو الطموح الجامح لعدد من العائلات السياسية ورغبتها الواضحة في السيطرة على المشهد السياسي برمته ، فلا يخفى على احد منا اذا ما بحث قليلا في الأسماء التي توجد على رأس المجالس والتمثيليات لوجد ان هناك راوبط تتمثل في الإسم العائلي أو القرب الأسري او غيرها من القرابات ، وهذا بحد ذاته يرجعنا إلى سؤال الهيمنة العائلية والترتيب الهرمي وعلاقتهم بالممارسات السياسية ؟

إن سيطرة الاسم العائلي موضوع مقالنا على المشهد السياسي والانتخابي كانت إلى وقت قريب تقتصر على فئة قليلة ، قبل أن تنتشر مؤخرا لتصبح السمة الأبرز للحقل السياسي بالأقاليم الجنوبية ، وقد نجحت هذه التجربة لعدد من العائلات السياسية لأجل حجز مكانهم ضمن العديد من المجالس المنتخبة والمؤسسات السياسية الوطنية بما فيها البرلمان ومجلس المستشارين .

ولا تقتصر ظاهرة العائلات السياسية على الكفاءة بقدرما تقتصر على القرب الإجتماعي والعائلي ، مما يؤكد أن تفشي الظاهرة لا يرتبط بظروف معينة ولا بوسط اكاديمي علمي يعاني من قلة المرشحين وضيق الاختيارات أمام الناخبين، بقدر ما هو مرتبط بطموح العائلات السياسية ورغبتها في السيطرة على المشهد السياسي.

ويطرح هذا المعطى علامات استفهام حول ترشيحات الأحزاب فيما سبق والأسس المعتمدة في منح التزكية الانتخابية، وهل هي على أساس القرابة أم الكفاءة، في الوقت الذي لا تعطي فيه الأحزاب أهمية لهذا المعطى بل تساهم بشكل او بأخر في ترسيخ السياسة القائمة على العائلات وتحمل قسط وافر من المسؤولية في تراجع الديمقراطية وهيمنة عائلات سياسية تتوارث الزعامة والثروة والمنصب والقيادة.

ويزخر المشهد السياسي في بالصحراء المغربية بعائلات سياسية لها تاريخ طويل مع السلطة، بعضها عائلات تقليدية قديمة سيطرت على الحياة السياسية لفترات وذاقت من السياسة مجدها وحلاوتها، كما ذاقت أوجاعها ومصائبها، وبعضها عائلات معروفة استغلت النسب والجاه للوصول إلى القيادة السياسية والحزبية.

ويؤكد الكثيرون أن النفوذ القوي الذي تتمتع به العائلات السياسية في الأقاليم الجنوبية سيتضاعف حتى ولو كان على حساب الديمقراطية الداخلية للأحزاب وعلى المشهد السياسي عموماً، لأن العائلات السياسية ممتدة ومتعاقبة وتحسن استغلال الولاءات القبلية ، إضافة إلى سهولة الانخراط في الحياة السياسية وتأثر الناخبين بالجاه العائلي والخدمات الاجتماعية التي يقدمها محيط السياسي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة