أحمدو بنمبا
منذ أيام و المديرية الإقليمية للثقافة بالصويرة تشتغل على برنامج غني ومتنوع من أجل الاحتفاء بـ”شهر التراث” الخاص بهذه المدينة العريقة، من خلال رزنامة تظاهرات وأنشطة ثقافية وفنية.
وتروم هذه التظاهرة، المنظمة من طرف المديرية الجهوية للثقافة إلى غاية 18 ماي الجاري حول موضوع “تراث الجهة، الحفظ والإتاحة”، تثمين التراث العريق والمتنوع لمدينة الصويرة، بغرض صون غنى هذا التراث وضمان نقله للأجيال الصاعدة.
وفي المقابل تبقى جهة الداخلة ، الجهة الوحيدة التي لم تعلن بعد عن إحتفالها بشهر التراث ، رغم توفرها على أماكن عديدة يمكن أن يحتفى بها ، من قبيل ( لافويرتي) أو القلاع التاريخية ، البنايات التي أنشأها الإسبان إبان فترة الإستعمار ، وبالضبط في سنة 1884 ، بعد مؤتمر برلين الداعي إلى تقسيم إفريقيا .
هذه المعلمة التاريخية اليوم وغيرها من المعالم التاريخية والثقافية والتراثية بالجهة ، بات من واجب الجهات المختصة والجمعيات الفاعلة أن تسطر برنامجا مشتركا للإحتفاء بها ، وذلك لهدف تعريف الأجيال الصاعدة بتاريخ الأجداد وما سطروه من ملاحم بطولات ضد الإستعمار ، وتكون المآثر التاريخية مسرحا لعقد الندوات و النقاشات ، و فضاءات لحفظ الذاكرة ، و التراث الثقافي ، وتنظم من خلالها زيارات لمختلف المواقع والمآثر التاريخية التي تزخر بها المدينة وإنشاء متحف للصور وغيرها من المبادرات التي تصب في هذا الإتجاه.
إن جهة الداخلة ليست كغيرها من الجهات ، فلها الكثير من المآثر تاريخية تأبى النسيان ، لاسيما القلاع التاريخية ، الكنيسة ، المنارة و سفينة القيصر الألماني ويليام ، القابعة في المحيط الأطلسي قبالة سواحل الداخلة ، هذه الأخيرة التي بات من الواجب أن يتم إماطة اللثام عن تاريخها ، بإعتبارها أحد أهم السفن التي شاركت في الحرب العالمية الأولى ، وكذلك هي النموذج الحي للتراث الثقافي المغمور بالمياه .