في مستهل أشغال الورشة الدولية المنظمة حول “الأسماك السطحية الصغيرة في ظل الإكراهات المناخية والصيد المفرط: نحو تدبير مرن ومستدام”، أطلق عدد من الخبراء والباحثين في مجال البيئة البحرية جرس إنذار بشأن مستقبل المخزون السمكي، مؤكدين أن العالم بات يواجه تحديًا بيئيًا واقتصاديًا متصاعدًا، يهدد الأمن الغذائي لملايين البشر.
فقد كشفت المداخلات الافتتاحية عن قلق متزايد من تراجع الكتلة الحيوية للأسماك السطحية الصغيرة في عدد من المناطق، خاصة في شمال غرب إفريقيا، التي تُعد من أغنى المصايد البحرية عالميًا. وأجمع المتدخلون على أن تداعيات التغير المناخي، وتزايد ضغوط الصيد المفرط، إلى جانب الاضطرابات البيئية المتكررة، تشكل اليوم مزيجًا خطيرًا يهدد استدامة هذه الموارد الحيوية.
وأوضح المشاركون أن الأسماك السطحية الصغيرة — من قبيل السردين والأنشوفة والإسقمري — تلعب دورًا محوريًا في المنظومة البيئية البحرية وتشكل في الوقت ذاته عنصرًا أساسيًا في الأمن الغذائي لملايين الأشخاص الذين يعتمدون عليها كمصدر رئيسي للبروتين. ومع تزايد التغيرات المناخية وارتفاع درجات حرارة المحيطات، تتأثر دورة حياة هذه الأسماك وهجراتها وتكاثرها، مما ينعكس سلبًا على وفرتها واستقرار النظم الإيكولوجية.
وتشكل هذه الورشة الدولية، بحسب المنظمين، فرصة لتوحيد الرؤى وتبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين في قطاع الصيد البحري، من أجل مواجهة التحديات المشتركة المرتبطة بالتغير المناخي والضغوط البشرية المتزايدة على الثروات البحرية، في أفق بناء مستقبل بحري أكثر استدامة وعدالة بيئية.