لتقريب الصورة أكثر للمسؤولين الترابين والمنتخبين والقائمين على الشأن المحلي ، جريدة الساحل بريس إنكبت منذ مدة على تجميع الأفكار والقراءات ، وما يراه المواطن تجاه عمل المجالس المنتخبة ، والتي في كثير من الأحيان تتلاقى في نقط عدة ، فلعل المتأمل لخريطة الجماعات الترابية بالجهة، يخرج بفكرة أنها تعيش شللا تاما ، حيث عجز الكثير منها عن عقد دورات تلامس ما يعانيه المواطن بشكل يومي ، وهذا أمر مؤسف.
إن واقع جهة الداخلة وادي الذهب ورهانات التنمية الترابية المندمجة، خصوصا ما تعلق منها بالجماعات الترابية ، له انعكاسات كبيرة على ساكنتها ، حيث لم تناقش هاته الجماعات مقرراتها المبرمجة، مما يجعلنا أمام وضع مأساوي ، فهذا الوضع وكما يراه المواطن ناتج عن المنظومة القانونية التي أطرت انتخابات 8 شتنبر، وعلى رأ سها إقرار القاسم الانتخابي على أساس المصوتين وحذف العتبة، ما أفرز مجالس مبلقنة ، غير قادرة على التوفر على معارضة قوية ، وجعلها تعاني من أزمة على مستويات عدة نتيجة عدم استحضارها للأولويات في المشاريع التي يصادق عليها ،كأولوية التشغيل التي تعتبر جزءا من مجالات تدخل المجالس الترابية ومن اختصاصاتها .
إن إنشغال الجماعات الترابية بمشاريع بعيدة كل البعد عن قضايا المواطن وإنشغالاته ، تبقى وسيلة للتهرب غير مبررة ، في وقت يواجه فيه الشباب الموت في قوارب الهجرة ، بسبب أن هذه الجماعات غير قادرة على تشخيص الوضعية الإجتماعية لساكنتها وبالتالي العمل على استقطاب وحدات انتاجية أو مصانع أو توفير بنية تحتية للتشغيل ودعم الاستثمار وغيرها، مما به يمكن خفض بطالة الشباب بتلك الجماعات ، لا أن تنشغل في أمور هامشية لا تسمن ولاتغني من جوع .
هذه الجماعات وكما هو معلوم ، تعاني على مستوى المشاريع التي تقدمها للمواطن في حال وجدت بطبيعة الحال ، سواء تعلق الأمر بمشاريع التهيئة أو مشاريع القرب .
وفي سياق متصل يرى الكثير من المواطنين بهذه الربوع الغالية ،أنه و بعد سنة و8 أشهر على “حادثة 8 شتنبر”، وما أنتجته من مؤسسات منتخبة ، حكومةً وبرلمانا ومجالس منتخبة، حُق للفاعلين ومجتمعا وشعبا، أن يتساءلون عن الحصيلة التي حققتها هذه المؤسسات المنتخبة ، بإعتبار أن هذا التساؤل والتقييم ليس من منطق الانتقاد أو التشفي، لكن من باب التقييم الموضوعي والنقد البناء، لتصحيح ما تبقى من عمر هذه الولاية التي عولت عليها ساكنة الجماعات الترابية ، لتجاوز ما خلفته التجارب السابقة من صراعات وبلوكاج، جعل بعض المجالس تعيش مرحلة إنتدابية استثنائية ،توقفت معها المشاريع واستنزفت فيها الميزانيات دون أن يكون لها الأثر الظاهر على ساكنة هاته الجماعات التي مازالت تعاني من مشاكل جمة .