بقلم : خدة اهل الشيخ
في سياق التحولات التنموية الكبرى التي تشهدها جهة الداخلة – وادي الذهب، يبرز إنجاز استراتيجي استثنائي يحمل بصمة رئيس الجهة، السيد الخطاط ينجا، والمتمثل في إحداث المدرسة العليا للتكنولوجيا بالداخلة سنة 2021، بميزانية تقدّر بـ 12 مليون درهم، لم يكن هذا المشروع مجرد لبنة في البنية الجامعية، بل اختيارًا تنمويًا واعيًا يروم تمكين الأقاليم الجنوبية من فضاء أكاديمي يستجيب لرهانات العدالة المجالية وتكافؤ الفرص في الولوج إلى التعليم العالي.
لقد شكلت هذه المؤسسة الجامعية الجديدة منعطفًا نوعيًا في مسار تطوير المنظومة التربوية الجهوية، إذ ساهمت في توسيع العرض الجامعي وتأهيل الرأسمال البشري المحلي، عبر استقطاب أكثر من 1000 طالب منذ افتتاحها، بنسبة ولوج بلغت 100%، في دلالة على حجم الإقبال والثقة التي باتت تحظى بها الداخلة كوجهة علمية صاعدة في الجنوب المغربي.
إن رؤية الخطاط ينجا لم تكن مجرد إعلان نوايا أو برنامج انتخابي، بل مشروعًا تنمويًا متكاملًا يقوم على بناء الإنسان قبل البنيان، وعلى جعل التعليم العالي ركيزةً مركزية للنمو الاقتصادي والاجتماعي، فبفضل هذا التوجه، بدأت الداخلة تتبوأ مكانتها كـ قطب جامعي رائد يسهم في تكوين أطر وكفاءات شابة مؤهلة لخدمة الجهة والوطن، ويجسد الإرادة السياسية في ترسيخ مغرب متوازن ومندمج في كل أقاليمه.
وتأتي هذه المبادرة منسجمة مع الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى تحقيق العدالة المجالية وتقليص الفوارق الترابية، عبر تعميم التعليم العالي وتوفير شروط الارتقاء بالعنصر البشري في كل جهات المملكة، بما يجعل من الداخلة اليوم نموذجًا حيا لمغرب الأقاليم الصاعدة، التي تبني حاضرها بثقة وتستشرف مستقبلها بعقول أبنائها.
إن المدرسة العليا للتكنولوجيا بالداخلة ليست فقط مؤسسة أكاديمية، بل رمزٌ لرؤية جهوية جريئة، تترجم قناعة مفادها أن الاستثمار في العقول هو أعظم أشكال التنمية وأطولها أثرًا، وأن التعليم هو جسر العبور نحو مغرب متجدد يسير بثبات في مسار الحداثة والتنمية المستدامة.