في مشهد يجسد عمق الرؤية المغربية نحو إفريقيا، حلّ وفد رسمي من جهة الداخلة – وادي الذهب بجمهورية ليبيريا في زيارة عمل تهدف إلى مدّ جسور التعاون وتعزيز الشراكة بين ضفّتي القارة. الزيارة تأتي استمرارًا للانفتاح الإفريقي الذي دأبت عليه الجهة، انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى ترسيخ نموذج التعاون جنوب–جنوب، القائم على التضامن والتنمية المشتركة.
الوفد، الذي ترأسه السيد الخطاط ينجا، رئيس مجلس الجهة، أجرى لقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين ليبيريين، في مقدّمتهم رئيس البرلمان الليبيري وعدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية البارزة، من بينهم الشيخ المصطفى كوياتيه، السفير المتجول والمستشار الخاص لرئيس الجمهورية، وجبهزوهنجار ميلتون فيندلي، السياسي ورجل الأعمال المعروف، الذي شغل مناصب سامية من بينها رئاسة مجلس الشيوخ ووزارة الخارجية.
وخلال هذه المحادثات المثمرة، تم استعراض آفاق التعاون الثنائي بين الداخلة – وادي الذهب وليبيريا في مجالات متعددة، من الاستثمار والتبادل التجاري إلى التنمية الاقتصادية المستدامة، مرورًا بالقطاعات الواعدة كالـ صيد البحري والسياحة والطاقات المتجددة، التي تُعدّ ركيزة المستقبل الاقتصادي للقارة.
الزيارة لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل خطوة جديدة ضمن رؤية استراتيجية تجعل من جهة الداخلة – وادي الذهب منصة إفريقية للتعاون الاقتصادي، ومعبراً نحو شراكات تنموية تتجاوز الحدود الجغرافية لتلامس طموح إفريقيا في التكامل والازدهار.
وهكذا، تواصل الداخلة ترجمة السياسة الإفريقية للمملكة إلى مبادرات ملموسة، تُرسّخ مكانتها كبوابة المغرب نحو العمق الإفريقي، وتُعيد رسم ملامح دبلوماسية الجهات كأداة فاعلة في تعزيز الروابط بين الشعوب، وتكريس روح التضامن الإفريقي المشترك.