ارتفعت في مدينة الداخلة مؤخرا نسبة التعاطي للتدخين الإلكتروني بشكل ملحوظ ، ما دفعنا إلى دق ناقوس خطر انتشار هذه الظاهرة ، خاصة وأن عدد المتعاطين لها في ارتفاع كبير ، إذ أن نسبا مئوية كبيرة حضي بها تلاميذ المؤسسات التعليمية ، ما يثير القلق ، ويدعو السلطات والجهات المعنية ، التدخل الفوري والجدي للحد من هذه الظاهرة .
إن خطر انتشار ظاهرة التدخين الإلكتروني وتأثيرها البالغ على الصحة والبيئة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمدينة ، يستوجب على الجهات المسؤولة تطبيق بعض التزاماتها في مجال المحافظة على صحة المواطن وخصوصا الشباب المتمدرس ، فمسؤولية التجارة مثلا ، أن تحث التجار على منع بيع عبوات التدخين الإلكتروني للصغار والمراهقين ، وتكمن مسؤولية التعليم في التوعية داخل الفصول الدراسية بخطورة هذا النوع من التدخين ، ومسؤولية الصحة تتمثل في توعية المراهقين عبر حملات إعلامية أو داخل النوادي او مطويات توزع بالمؤسسات التعليمية تعرف المتمدرسين على خطورة هذا النوع من التدخين .
وبناءا على ما سبق ، فإن التدخين ينتشر بشكل لافت في فئة المراهقين المتراوحة أعمارهم بين 15/19 ، وذلك راجع بكل تأكيد إلى تزايد أعداد محلات بيع السجائر بمختلف أنواعها ، بل وظهور هذه الأنواع الجديدة من السجائر الإلكترونية بكثرة ، والتي لم تكن معروفة بالمدينة ، حتى إن أسواقها تحولت إلى حلبة تتصارع فيها محلات بيع السجائر لكسب الزبون.
وتستهدف تجارة السجارة الإلكترونية بكثرة فئة المراهقين ، حيث يجني من خلالها التجار أمولا طائلة ، فيما تحولت هذه الظاهرة من ظاهرة نادرة إلى إثبات للرجولة في أوساط الشباب وموضة ورقي في أوساط الفتيات، رغم تحفظ البعض على تدخين النساء ، إلا أن كل ما سبق يؤكد حدوث تغير جذري في عقلية المجتمع خاصة بعد انتشار عقلية تؤيد نظرية تقول : ” ما جاء في القانون تجريم شربها وما ليس في القانون ما عنده حكم ” وهو معطى جديد يحتج به مدمنو التدخين الإلكتروني.
وبخصوص خريطة انتشار التدخين في مدينة الداخلة ، تشير أخبار غير مؤكدة ، إلى أن المؤسسات التعليمية تحتل مراتب متقدمة في عدد المدخنين المراهقين ، كما أن مدينة الداخلة الساحلية تشتمل على أكبر عدد من المدخنين لهذا المنتج ، نتيجة لظروف المناخ التي تميل إلى البرودة.
وأخيرا يطرح السؤال الذي بدأناه في عنوان المقال : من نحمله مسؤولية إنتشار هذه الظاهرة ، وبطبيعة الحال في ظل تقاعس الجهات المعنية عن التحرك ولو توعويا للحد من انتشار ظاهرة التدخين الإلكتروني ؟