الداخلة… هل تعود سفينة القيصر الألماني “Wilhelm der Grosse” إلى البر كمطعم بحري يروي حكايات الأطلسي؟

هيئة التحريرمنذ ساعتينآخر تحديث :
الداخلة… هل تعود سفينة القيصر الألماني “Wilhelm der Grosse” إلى البر كمطعم بحري يروي حكايات الأطلسي؟

الساحل بريس / الصغير محمد

في عالم السياحة الحديثة، لم تعد الجاذبية تقتصر على الطبيعة والشواطئ، بل أصبحت الأفكار المبتكرة هي التي تصنع الفارق وتمنح المدن هويتها الخاصة.

وقد جسدت مدينة أكادير هذا التوجه مؤخرًا من خلال تحويل طائرتين إلى مطاعم فريدة، تمزج بين الإبداع والهوية المغربية، مما أضاف للمشهد السياحي بها قيمة جديدة.

لكن إذا كانت أكادير قد اختارت الطائرات، فلماذا لا تختار الداخلة السفينة البحرية على البر؟
مشروع على شكل سفينة فاخرة، مشيدة على اليابسة قرب الكورنيش أو في إحدى المساحات البحرية المفتوحة، يمكن أن يتحول إلى أيقونة معمارية وترفيهية للمدينة.
هذا “المطعم–السفينة” سيقدم للزوار تشكيلة متنوعة من أشهى المأكولات البحرية الطازجة، من الأسماك المحلية إلى الرخويات الفاخرة، وسط ديكور يحاكي أجواء الإبحار في عرض الأطلسي، لكن دون مغادرة اليابسة.

ولعل ما يضفي على الفكرة بُعدًا تاريخيًا خاصًا هو ارتباط سواحل الداخلة بتاريخ بحري عالمي مثير، إذ شهدت هذه المنطقة في 26 غشت 1914 واحدة من أبرز المعارك البحرية في بدايات الحرب العالمية الأولى، حين اشتبكت السفينة الألمانية Wilhelm der Grosse – التي كانت أكبر باخرة ركاب في العالم عند إطلاقها سنة 1897 – مع الطراد البريطاني HMS Highflyer قبالة سواحل الداخلة.
بعد نفاد ذخيرتها، قرر قائدها إغراقها لتجنب وقوعها في أيدي البريطانيين، فغرقت في مياه الأطلسي، وبقيت قصتها شاهدة على التقاء التاريخ البحري العالمي بسواحل الصحراء المغربية.

استلهام تصميم هذا المشروع من شكل السفينة التاريخية Wilhelm der Grosse يمكن أن يمنح الداخلة عنصرًا تسويقيًا فريدًا، يجمع بين التجربة السياحية، والذاكرة التاريخية، والترويج للمنتج المحلي.
فالمطعم–السفينة لن يكون مجرد فضاء للأكل، بل معلم سياحي يوثق جزءًا من تاريخ المنطقة، ويحول قصة بحرية عمرها أكثر من قرن إلى تجربة معيشة على اليابسة.

اليوم، على صناع القرار والمستثمرين التفكير في مشاريع جريئة تعكس روح الابتكار، وتضع الداخلة في صدارة الوجهات السياحية العالمية. فربما آن الأوان أن ترسو “السفينة البحرية” على بر الداخلة، لتبحر بذوق زائريها في عالم من النكهات والأسرار البحرية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة