دائما ما يشكل مستقبل قطاع خدمات الأغذية وخدمة العملاء نقطة فاصلة في أي مؤسسة تعنى بالخدمات السياحية أيًا كانت خدماتها، وفي مجال المطاعم تزداد الأهمية نظرًا للإحتكاك الدائم والمباشر بالعملاء وفريق العمل، وحتى تحظى بولاء عملائك وعودتهم إليك مرة أخرى لابد من أن تقدم لهم تجربة إيجابية أثناء تواجدهم في مطعمك ، وطبعا ليس في الداخلة بوابة المغرب على عمقه الإفريقي ، التي ولت تلك الأيام التي كانت فيها المطاعم بالمدينة مثالا في إجتذاب الزبناء ، فالمنافسة أصبحت شرسة ، والعملاء الذين يبحثون عن أفضل مزيج من المذاق والسعر والراحة ، ولديهم العديد من الخيارات في الشرائح المختلفة للمطاعم ، وأي مطعم يقصر في أي من هذه النواحي لن يطول الأمر كثيراً قبل أن يجد نفسه خارج المنافسة ؟
النموذج هذه المرة نقتصر فيه على مطاعم السمك المعروفة والمتواجدة بالقرب من مارشي المسيرة بالداخلة ، هذه المطاعم تكوي زبناءها بفواتير غير متناسبة مع العرض ، خصوصا وأنها زادت في ثمنها المحدد في “المينو” الخاص بها ، بل وكلت النادل بالحديث إلى الزبون ، حتى يجبر الزبون على تقبل الثمن بداعي أن سعر السمك مرتفع في السوق ، بأسلوب فني ولافت ؟
وعلى هذا الأساس تواصلت الجريدة مع أشخاص زارو المطاعم هناك في وقت سابق ، إذ أن الكثير منهم يتفق على أن هناك عدم تطابق ما يقدم من الأطباق و الثمن المستخلص ، إضافة إلى رصد مخالفات داخل هذه المطاعم الفاقدة للميزة وفق معايير وزارة السياحة ، من حيث مواصفات المساحة و عدد الطاولات ، فعديدة هي المشاكل التي تطرحها هذه الأنشطة بالوجهة السياحة الواعدة للمدينة ، سواء فيما يتعلق بالجودة والسلامة الصحية، أو المس بصحة الزبناء ، وإنعكاساتها السلبية على مردودية الاقتصاد المحلي وسمعة المدينة فضلا عن كونها لا تخضع لأي نوع من الرقابة الصحية والقانونية.
يأتي هذا في وقت أصدرت فيه السلطات المحلية في مجموعة من المدن المغربية قرارات بإنذار او إغلاق المطاعم إلى حين تسوية وضعيتها بعد عمليات المراقبة بتنسيق تام مع السلطات المحلية ، وممثلي المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية ولكن بدون إعلان مسبق ، بالإضافة إلى مخالفات تتعلق بتشغيل عمالة دون الحصول على التراخيص الضرورية، مخالفات أخرى تتعلق بعدم إشهار الأثمان و الإطار القانوني لعمل هذه الفئة من المطاعم، فضلا عن أخرى تتعلق بتجاوز الطاقة الإستيعابية.
ورصدت الجريدة ، مجموعة من المطاعم التي لا تراعي شروط السلامة الصحية لا من حيث التخزين أو الطهي داخل أقداح مليئة بالزيوت الحمراء ، إذ أصبحت هذه المؤكولات تشكل تهديدا حقيقيا لصحة المواطنين ، والتي قد تكون مفتقرة لمعايير السلامة ، لاسيما أمام غياب المراقبة لها .
