بقلم : يحيى الغليظ
بعد أمل كبير زرعه برنامج فرصة في نفوس شباب جهة الداخلة وادي الذهب الحاملين للمشاريع، وهو البرنامج الذي جاء تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الا أن حاضنة البرنامج بالداخلة تسير عكس التيار وبطرق مريبة وغير واضحة المعالم.
شباب وأبناء جهة الداخلة وادي الذهب، كانوا يظنون انه وأخيرا تم اخراج برنامج حكومي جديد لحيز الوجود سينهي من معاناة الشباب المقاول الحامل للمشاريع، خصوصا وأن برنامج فرصة وعد في بدايته بدعم ومساعدة الأشخاص حاملي المشاريع، إلا أنه حاضنة برنامج فرصة بجهة الداخلة وادي الذهب ومسؤولها الجهوي، اصبحوا يسيرون نحو المجهول في تحقيق وتنزيل هذا البرنامج بشكل فعلي بجهة الداخلة وادي الذهب، وكذلك تحقيق حلم الشباب حاملي المشاريع.
وتتم عملية اختيار المشاريع على مستوى حاضنة جهة الداخلة وادي الذهب، بطرق عشوائية وغير احترافية ولم تراعي خصوصية المنطقة، فحسب مصدر مطلع فإن أغلب المشاريع التي تم اختيارها تعود لأشخاص وافدين على مدينة الداخلة وليسوا أبناء وشباب المنطقة، فقط نسبة ضئيلة منهم من تم اختيار مشاريعهم.
وتشتغل حاضنة فرصة بالداخلة بعشوائية خطيرة ولا تصب في أهذاف البرنامج المسطرة أساسا، حيث أن أغلب المشاريع التي تم اختيارها للولوج لمرحلة التكوين والتمويل هي مشاريع ليست مبتكرة وليست حتى مدرة للداخل بشكل كبير ليس لديها يد عاملة كبيرة، حيث يتم اختيار مشاريع مثل توفير العاب الاطفال بالكورنيش والتي في الاغلب تشتغل شخص واحد، في حين يتم اقصاء مشاريع منها مبتكرة ومنها مشاريع ناجحة وستحقق أهذافا كثيرة لحاملها، وهي في الأساس مدرة للدخل وتشتغل يد عاملة كثيرة.
وبعيدا عن هذا التسيير الفاشل والاختيار العشوائي لبرنامج فرصة بالداخلة، فإن المكلفون بهذا البرنامج على مستوى الجهة يفرضون شروط صعبة وغير مقنعة على بعض حاملي المشاريع الذين اجتازو مرحلة التكوين مثل فرض تكوين آخر غير ضروري يستغرق أشهر عدة أو توفير وثائق والتوقيع عليها بشكل اجباري.
وعوض تسهيل المساطر والعمل بنزاهة واحترافية في اختيار المشاريع وفق ماهو مسطر في أهذاف هذا البرنامج، نعيش اليوم في فوضى كبيرة على مستوى حاضنة البرنامج بجهة الداخلة وادي الذهب، والأشخاص المسيرون لهذا البرنامج ليسوا اهل لا يتوفرون على مؤهلات لا دراسية ولا مهنية تؤهلهم لاختيار المشاريع بشكل صحيح وسلس.
وحسب مصادر خاصة، فإن حاضة برنامج فرصة بجهة الداخلة والي الذهب، تعاني من نقص حاد في الموارد البشرية، حيث أنه يوجد فقط ثلاث أشخاص على رأس اللجنة المكلفة باختيار المشاريع على مستوى جهة الداخلة وادي الذهب، وهو الأمر الذي يخلق ضغطا كبيرا على العاملين في هذه الخاضنة وعدم تركيزهم واهتمامهم في اختيار المشاريع الصحيحة بشكل صحيح وواقعي.
وفي ذات السياق، فقد انسحب الكثير من الشباب حاملي المشاريع الذين تم اختيارهم في مرحلة التكوين -انسحبوا- من هذا البرنامج بسبب التخبط في القرارات وفرض شروط غير عملية وليست إلزامية اساسا ولا علاقة لها بما هو مهني ومقاولاتي، وانما شروط بيروقراطية تطبق على شباب طموح له أهذاف ومشاريع واعدة يسعى لتحقيقها في المستقبل، الا انه يصطدم بالفشل بسبب شروط وطرق تسيير واشتغال هذه الحاضنة لبرنامج فرصة على مستوى جهة الداخلة وادي الذهب.
فمن ياترى يتحول مسؤولية هذا التحبط في التسيير والعشوائية، هل الشركة الوطنية للهندسة السياحية المكلفة بتنزيل هذا المشروع أم الحكومة التي كلفت هذه الشركة التي فشلت فشلا دريعا على مستوى جهة الداخلة وادي الذهب… وهل سيتم اعادة النظر في طريقة تسيير واختيار المشاريع بالداخلة ام ان الامر سيسير بنفس النهج وسيصل لمرحلة فشل برنامج كبيرة من حجم برنامج “فرصة”؟؟.