تنامت ظاهرة الهجرة السرية انطلاقا من سواحل الناظور بشكل ملفت، في الآونة الأخيرة، إذ أصبح العديد من الشباب يفضلون ركوب قوارب الموت للعبور نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، أملا في مستقبل أفضل، عوض البقاء في بلدهم والاستمرار في معانقة “البطالة والتهميش والحرمان”.
وليس العاطلون عن العمل فقط من يفكر في “الحريك” صوب أوربا، بل حتى الموظفون الذين يحلمون بتحسين وضعهم الاقتصادي والاجتماعي، لم تمنعهم وظيفتهم من الهجرة بحثا عن غد أفضل بالضفة الأخرى.
وتمكن 58 مرشحا للهجرة غير الشرعية من الوصول إلى إسبانيا عبر قارب مطاطي “زودياك“، انطلاقا من شواطئ الناظور.
واستغل هؤلاء الشباب قرار السلطات الإسبانية التي أعلنت أنها ستطلق سراح أي مهاجر تم اعتقاله عقب دخول أراضيها بطرق غير قانونية، (استغلوه) لتنفيذ عمليات هجرة جماعية نحو إسبانيا.
والمثير في رحلة “الحريك” هاته، وجود ثلاثة أساتذة متعاقدين ضمن الـ58 مرشحا للهجرة غير القانونية الذين دخلوا التراب الإسباني؛ إضافة إلى طالب متخرج اختار الهجرة قبل ظهور نتائج الاختبارات الشفوية لامتحان المحاماة بعدما نجح في الاختبارات الكتابية.
وربط كثيرون بين هجرة الأساتذة المتعاقدين وبين الراتب الذي يتقاضونه والذي لا يسد احتياجاتهم بسبب موجة الغلاء السائدة في المغرب، والتي تسببت في إنهاك القدرة الشرائية للمغاربة.
