في قلب مدينة الداخلة، على شارع الميناء المحاذي للحديقة العمومية، يتكرّر كل صباح مشهد يكاد يتحوّل إلى علامة مسجّلة للفوضى وسوء التنظيم. صفوفٌ من سيارات الأجرة الصغيرة مصطفّة على امتداد الرصيف، سائقون منهمكون في إعداد الشاي أو تبادل أطراف الحديث، بينما يقف المواطنون على قارعة الطريق بحثًا عن وسيلة تقلّهم إلى أعمالهم أو مواعيدهم الطبية… بلا جدوى.
ما كان يجب أن يكون شريانًا حيويًا لنقل الناس تحوّل إلى نقطة اختناق يومية. الصور التي تتناقلها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف عمق الأزمة وتضع أكثر من علامة استفهام حول أداء القطاع وتسييره. فبدل أن تقوم سيارات الأجرة الصغيرة بدورها في خدمة المواطن، تُحوَّل محطات الانتظار إلى فضاءات استراحة مجانية، تاركة مواطنين في مواجهة الانتظار والتذمر.
الظاهرة لم تعد حادثًا عابرًا بل أصبحت جزءًا من المشهد اليومي للمدينة. بعض المتابعين يربطون الأمر بغياب تنظيم واضح يضبط حركة سيارات الأجرة ، فيما يراه آخرون نوعًا من الاحتجاج الصامت على ظروف العمل الصعبة.
ومهما تعددت الأسباب، تبقى النتيجة واحدة: المواطن هو الخاسر الأول. ففي مدينة يُعوَّل عليها أن تكون واجهة الجنوب المغربي ونموذجًا للعدالة المجالية، يجد سكان الداخلة أنفسهم عالقين بين فوضى النقل وغياب حلول عملية.
الأزمة تطرح سؤالًا ملحًا أمام السلطات المحلية: متى تتحول هذه الصور القادمة من شارع الميناء إلى دافع فعلي لإعادة تنظيم القطاع وإنصاف السائق والمواطن معًا؟ حتى ذلك الحين سيبقى شارع الميناء عنوانًا حيًا لفوضى متواصلة تنتظر قرارًا شجاعًا يعيد الأمور إلى نصابها.