بقلم ذ. أحمد العهدي
بشديد الاسى و مرير رزء الخطب الفادح الجلل ، تلقت أسرة التربية و التكوين لجهة الداخلة وادي الذهب ، بل عموم ساكنتها نعي المشمول بعفو الله ، المسمى قيد حياته عبد الله بارك الله ، إطار تربوي عال بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة بأوسرد ، الذي وافته المنية، في الايام المباركة لشهر رمضان الفضيل المعظم ، بعد معاناة مع مرض عضال لم ينفع معه علاج.. ذلك بعد أن تم نقله على عجل عبر طائرة طبية مجهزة لتلقي العلاجات الضرورية بإحدى مستشفيات مدينة الدار البيضاء إثر تعرضه لوعكة صحية طارئة.
لقد كان المرحوم بإذن ربه ، قيد حياته ، من جنود الخفاء الذين ساهموا في إنجاح العديد من الاوراش التربوية..كان رحمة الله عليه يمارس الإدارة بعفة و تضحيات و نكران الذات . لم يكن يحدثك الا بالكلام الطيب لسانه..كان في تواصله راقيا، و قاسيا على نفسه في خدمة غيره..لقد كان ، أسكنه الله في فسيح ملكوت الفردوس الأعلى صادقا ، أمينا ، مثابرا ، إداريا متمرسا ، زاهدا في الدنيا ، مرتادا للمسجد ، حريصا على صلاة الفجر .. كله حياء و رزانة و استقامة..
حقا و صدقا ، لو رسم النبل في لوحة لاخذ صورة الراحل عبد الله بارك الله الذي يستحق مجده التربوي العظيم ان يطلق اسمه على بعض المرافق التربوية بإقليم أوسرد ، الذي كان من الرعيل الأول الذي تطوع بالإشتغال فيه..
لقد كان رحمة الله عليه خافت الصوت و خفيف الروح .. حين تلقاه لأول مرة يشعرك بأنه كنت تعرفه منذ زمان..لقد كان من طينة تربوية استثنائية ؛ معتكفا في مكتبه، مركزا على عمله..ممارسا للإدارة بمسؤولية و بنجاح و بفيض روح متصوفة عظيمة..
بهذه المناسبة الأليمة ، اتوجه باسم عائلته الصغيرة و الكبيرة ، بفيض إيمان صادق عميق غامر ، بخالص المواساة و العزاء ..و لروح فقيدنا الغالي السلام ولأسرة التعليم بجهتنا و لأهله و محبيه و هم كثر داخل جهتنا و خارجها ، صادق الصبر والسلوان..و إنا لله و إنا إليه راجعون.
و هذه مرثية مهداة للروح الطاهرة للفقيد الراحل بعنوان :
“أيا قلبي لاتحزن فإن القضا نزل” تقول أبياتها :
أيا قلبي لا تحزن فإن القضا نزل
و لن يرد القضاء حزن و لا أمل!
وشاح الحداد نرتديه بإيمان
لفقد عزيز محبوب ما فيه دغل
فساد الأسى أسرة التعليم بالنبأ
رزءنا بموت فجأة ، خطبه جلل
فذا عبد الله أخونا عنا قد رحل
هو الطهر والأخلاق والنبل و الرضا
لكم كان شهما بل عفيفا بلا كلل
لقد مات بارك الله نعم الصاحب
فماتت شمائل ، و نجمها قد أفل
رحلت بجسم لكن لن ترحل عنا
فكم منك نال الطالب علما قد نهل
سيكفيه فخرا أنه نال إجماع تقدير
له في المجدذكرسيبقى ولو رحل
لاوسرد كم أعطى تفان و كم بذل
لقد أفنى العمر يبتغي عفو ربه
فكان له ما كان يسعى و بالعمل
و كم في مبادراته كان قدوة
سيكفيه طهرا من صفائه لم يمل
له في صفات التقوى فيض مكارم
فيا رب نور مرقده حيث نزل !