في لحظة مؤثرة عكست عمق المعاناة وروح المسؤولية لدى شباب المنطقة، وجّه شاب من أبناء الداخلة مداخلة مباشرة وقوية إلى رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، ينجا الخطاط، وعضو الغرفة الأطلسية، خلال زيارتهما لقرية الصيد انتيرفت، حيث تناول أمامهما، وبشكل صريح، قضية القوارب المعيشية التي باتت تمثل أملًا ضائعًا لشريحة واسعة من شباب الجهة.
وقد عبّر الشاب، بكلمات مشحونة بالصدق والمعاناة، عن حجم الإقصاء الذي يطال شباب الداخلة من الاستفادة من قوارب تضمن لهم مورد رزق قانوني، في ظل ما وصفه بتهميش ممنهج وعدم عدالة في تدبير هذه الملفات الحيوية. وقال في كلمته: “اران طبنا “في تعبير عن سخطه على الوضع.
رئيس الجهة، ينجا الخطاط، أبدى اهتمامًا واضحًا بما قاله الشاب، في إشارة إلى إدراكه لحجم الغضب والخيبة التي تسكن شباب المنطقة، حيث أنصت إليه باهتمام وتفاعل مع طرحه بما يعكس إصغاءً حقيقيًا لمعاناة أبناء الصيد التقليدي، ما ترك الباب مفتوحًا أمام العديد من التساؤلات.
أما عضو الغرفة الأطلسية، فقد فضل بدوره الإصغاء لتدخل الشاب، مكتفيًا بتسجيل الملاحظات دون تقديم معطيات جديدة حول مستقبل هذا الملف، الذي لا يزال يراوح مكانه منذ سنوات، رغم مطالب متكررة من الفاعلين المحليين والمهنيين بإعادة النظر في شروط ومعايير توزيعه.
هذا المشهد أعاد إلى الواجهة مطالب شباب الداخلة بحقهم في الاستفادة العادلة من الثروة البحرية، وضرورة اعتماد مقاربة إنصافية تراعي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لهؤلاء الذين لا يملكون سوى البحر كمصدر للحياة.
فهل تكون هذه الصرخة بداية لفتح حوار حقيقي حول ملف القوارب المعيشية؟ أم ستظل مجرد موجة أخرى ترتطم بصخور الانتظار؟