قيل قديما إن السياسي بارع في الوعد الزائف جريء في الكذب.. جريء في الاعتذار.. حتى إنّه ليعدك بإحضار القمر حين يستغني عنه الليل في آخر الشهر.. فإذا لم يجيء به قال سيتركه الليل في الشهر القادم ..
ويقال أيضا في أحد الأمثلة المشهورة : حلاوة في قِدر مثقوب.. والمقصود منه هو أن يعرض البائع لجمهوره أنه يطبخ لهم حلاوة، إلا أنهم لن يحصلوا منها على طائل، طالما أن القِدر نفسه مثقوب.
لقد جاءت الإنتخابات المهنية مُحَمّلة بأطنان من الوعود والكلام المعسول الذي يكاد يصيب الناخب بالتخمة الكلامية، ذلك أن جل الوجوه الانتخابية، إلا ما نذر، تفتقد للواقعية والموضوعية، وأن غالبيتهم يقدمون الوعود الزائفة وسيتنكرون لمنتخبيهم بعد أن يحطوا رحالهم في مجالسهم ، وهذا يمثل أبشع استغلال يمكن أن يخرج من أفواه تلك الوجوه السياسية، لأن من يخدع المواطن بوعود لا يمكن تحقيقها ، ويخون الأمانة والثقة التي يمنحها المواطن إياه، فمن اليسير عليه بعد الفوز من إخلاف وعوده والغرق في مستنقع الفساد الإداري والمالي.
إن حزب الأحرار بالداخلة فاقد للبوصلة ، وليس له مشروع وبرنامج إجتماعي محدد يمس الفئات المهنية بل أغرق المواطن في “سوق الأحلام الانتخابي” عن طريق الوعود الزائفة والكاذبة .. غير أن المواطن لن يجن من تلك الوعود سوى نقيضها ، فالبرامج الانتخابية والحملات الزائفة والصور الكثيرة ، تحيلنا على طرح سؤالين محوريين :
* كم من هذه الوعود سيتحقق على أرض الواقع ؟
* هل المواطن واثق فوجوه سياسية قد جربها في محطات إنتخابية عدة ؟
إن الإجابة عن هاذين السؤالين يسهم في جعل عملية الإدلاء بالأصوات وإعطاء الثقة للأشخاص الذين سيتولون تمثيلية المواطن في المجالس المنتخبة بعد الانتخابات عملية ناضجة وواعية .