هل القنصليات الدبلوماسية في عملها نسخة مصغرة لعمل قادة البوليساريو العائدين إلى أرض الوطن ؟

هيئة التحرير24 يوليو 2022آخر تحديث :
هل القنصليات الدبلوماسية في عملها نسخة مصغرة لعمل قادة البوليساريو العائدين إلى أرض الوطن ؟

بقلم : أحمد بنمبا

في كثير من اللقاءات والإجتماعات الثنائية بين المثقفين الملمين بقضية الصحراء المغربية يطرح السؤال : ما الذي قدمه القادة العائدين إلى أرض في الوطن للقضية الوطنية ؟ وهل القنصليات التي تم تدشينها مرخرا بكل من العيون والداخلة نسخة مصغرة لما قامت به الدولة تجاه القادة العائدين منذ قدومهم إلى أرض الوطن ؟

منذ بداية تسعينيات القرن ، إلتحق عدد كبير من قادة جبهة البوليساريو بأرض الوطن ، تلبية لندان الملك الراحل الحسن الثاني “الوطن غفور رحيم” ، حيث إنتهزت الدولة الفرصة في إكرامهم والإحسان إليهم بإعتبار أنهم جزء لا يتجزأ من الشعب المغربي المقتنع بمغربية الصحراء والمتجند وراء جلالة الملك لذود عن مصالح الوطن و الوحدة الترابية ، فمنهم من إحتل مواقع مهمة في الدولة والإدارة العمومية ، جعلتهم في مراكز مهمة لضحد فكرة البوليساريو ، إلا أنهم لم يفلحوا في ذلك و لم نعد نسمع عنهم شيء كأنهم أصبحوا في خبر كان ،و بالرغم من ذلك مزالت الدولة توفر لهم الكثير من الإمتيازات في السكن والتنقل ومصاريف إستهلاكية أخرى كثيرة ومتعددة ؟

فإذا كان العائدون لايقدمون ما يكفي للقضية الوطنية والدفاع عنها في المنابر الوطنية والدولية فماذا يمكننا القول بخصوص القنصليات التي من يوم تدشينها لم نسمع لها حسيسا ؟ فقد يقول أحدهم أن القنصلية تهتم بالجانب الإقتصادي والتجاري وأن السفارة هي من يعول عليها في القضايا السياسة ؟ نعم قد نتفق جدلا مع القائل بأنها غير معنية سياسا ، إذن فماهو دورها إقتصاديا ؟ وهذا صراحة من بين التساؤلات الكبرى التي ظلت تشغل العديد من المتتبعين إلى يومنا هذا.

بخصوص التخوف من أن يتكرر نفس ما وقع من خمول وتقاعس في قادة البوليساريو العائدين إلى أرض الوطن بخصوص ملف القضية الوطنية ، وما يمكن أن يقع للقنصليات المتواجدة في كل من الداخلة والعيون ، حيث أن ضعف حركيها وقلت مبادراتها المساهمة في خدمة القضية الوطنية الأولى أو الدفاع عنها، يطرحنا أمام مفترق طرق بإعتبار أنه كان من المفترض أن تكون القضية الوطنية وإعترافهم بمغربية الصحراء هي التي دفعتهم إلى فتح قنصلياتهم ، ثم القناعة بجدية مقترح الحكم الذاتي كذلك ، وبالتالي خلق مبادرات هادفة تستقطب المنتظم الدولي والإفرقي إلى أن الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه وأن ما تقوم به الجزائر والبوليساريو ليس إلا شطحات الديك المدبوح .

أسئلة أخرى مستخلصة يمكن إختزالها في : ماذا قدمت القنصليات الدبلوماسية المتواجدة بالداخلة والعيون للوطن بعد أن تم تدشينها وإعطائها مقرات مجهزة ؟ وماهو دورها الذي يجب أن تلعبه ؟ وهل تواجدها بالداخلة والعيون كان صفقة رابحة بالنسبة للمغرب والمغاربة ؟ ولماذا لم ينم استخدامها لمواجهة أطروحة جبهة البوليساريو وتوابعها والتصدي لبرر الانفصال في إطار نصرة القضية الوطنية الأولى إفريقيا ؟ وهل فعلا كان من الممكن أن تلعب دورا في التصدي لمخططات قصر المرادية وصنيعته البوليساريو المحاكة ضد المغرب وحدته الترابية؟

إنها أسئلة مازالت تُؤرق الكثير من متتبعي الشأن السياسي الداخلي والخارجي للمغرب ، تبقى الإجابة فيها معلقة ؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة