في كل مرة تصدح وتعبر أصوات مهنية بقرى الصيادين بجهة الداخلة واد الذهب ، عن إمتعاضها الشديد ، من تأخر إنجاز برنامج تهيئة قرى الصيد ، وما ترتب عن ذلك من ظروف عمل غير مناسبة بالنسبة لبحارة الصيد التقليدي ، حيث لا مرافق صحية ولا مؤسسات عمومية ولا ثقافية، فالحياة صعبة داخل القرى موضوع المقال .
وإرتباطا بالموضوع ، تبقى السلطات المختصة والوزارة الوصية على القطاع مطالبة بتزويد قرى الصيد بالجهة بتوفير الظروف الملائمة ، و بكل ما من شأنه الرفع من نشاط هذه القرى وإنعكاس ذلك على الجهة عموما ، حتى لا تبقى هذه القرى وما يسكنها من مهنيين في تخبط دائم تنتج عنه مجموعة من المشاكل والتحديات ، يصعب معها الوصول إلى أفق يسمح بتحسين ظروف عيش البحارة في إطار برنامج التهئية المعطل .
وقد تساءلت مصادر مهنية قبل مدة بجهة الداخلة وادي الذهب ، عن مآل برنامج تهيئة قرى الصيادين، الذي تم إعلانه في وقت سابق، و رصد له غلاف مالي كبير ، في خطوة واضحة المعالم تستهدف تأهيل الصيد البحري التقليدي، بإعتباره رافعة مهمة للتنمية بالجهة.
وإرتباطا بهذا الموضوع ، كان المجلس الجهوي ممثلا في رئيس جهة الداخلة وادي الذهب ينجا الخطاط قد ساهم في البرنامج المخصص لتهيئة قرى الصيد البحري من خلال التوقيع على اتفاقية خاصة بتمويل وإنجاز برنامج إتمام وتفعيل قرى الصيد بجهة الداخلة وادي الذهب، بمبلغ إجمالي بلغ 343,08 م.د من بينها 274,16 م.د مساهمة من طرف الجهة ، وتتعلق المشاريع المدرجة في هذا البرنامج بتهيئة مناطق الصيد وبرامج سكنية وأشغال خارج الموقع تهم الربط بالماء والكهرباء والطرق بكل من قرى الصيد لبيردة والعين البيضاء وانترفت .
ويرى المتابعون للشأن العام المحلي أن المجلس الجهوي من ناحيته قد اوفى بما وعد على قدر ما التزم به ، في حين أن القطاعات المتدخلة ، لاسيما وزارة الصيد البحري ، لم توضح سبب تأخر برنامج التهئية وما الذي قدمته في هذا الإتجاه خصوصا وأنها وصية على القطاع ، ما قد يؤخر لامحال الوصول إلى فكرة إخراج قرى الصيد من مشاكلها البنيوية ، والتي مازالت تتخبط فيها لردح من الزمن ، خصوصا وأن هذه القرى ، هي مناطق تعج بالبحارة ومهنيي الصيد التقليدي ، ما يستدعي من وزارة الصيد البحري ان تتدخل وتولي الإهتمام بالمهنيين ، وأن تضع الأسس الكفيلة بتفعيل برنامج التأهيل ، بشكل مستعجل وضمن مخطط إستعجالي يستجيب لتطلعات المهنيين ، ويتماشى مع التطورات التنموية والسياسية التي تعرفها جهة الداخلة وادي الذهب.