تعود ظاهرة سرقة المراكب من موانئ الصيد البحري إلى الواجهة من جديد ، حين أقدم ثمانية أشخاص على سرقة مركب صيد يحمل اسم “شعيب” من رصيف الميناء، في محاولة يائسة لاستخدامه في الهجرة السرية نحو عرض البحر.
ووفق المعطيات المتوفرة، فقد تحوّل حلم “العبور إلى الفردوس الأوروبي” إلى كابوس حقيقي، بعدما تسربت المياه إلى داخل المركب على بعد حوالي 30 ميلاً بحرياً من ميناء طانطان، نتيجة ضعف خبرة الجناة التقنية في تسيير المركب وتصريف المياه. وأمام الخطر المحدق، اضطروا إلى استعمال جهاز الراديو البحري (VHF) لإطلاق نداءات استغاثة، ليتم إنقاذهم من طرف مركب إنقاذ تابع للسلطات البحرية، فيما ما يزال المركب المسروق راسياً في مكانه بانتظار استكمال الإجراءات القانونية.
الحادث أعاد إلى الأذهان العديد من الأسئلة المقلقة حول مدى فعالية منظومة المراقبة داخل الموانئ المغربية، ومدى القدرة على ضبط حركة المراكب ومراقبة أرصفتها، خاصة في ظل تكرار محاولات مماثلة في الأونة الأخيرة.
يشار إلى أنه هذه السرقات تعكس قدرة نظام المراقبة البحرية في وقف هذه التجاوزات ، إلى جانب تنامي ظاهرة الهجرة غير النظامية التي لم تعد تقتصر على قوارب الهواة، بل امتدت لتطال مراكب الصيد المهني، في تطور خطير يهدد سمعة القطاع ويعرض أرواح البحارة للخطر.
