تشهد أغلب المحلات التجارية الصغيرة والمتوسطة إغلاقا يستمر لأيام طوال بعد عيد الأضحى ، حيث يرجع السبب الرئيسي وراء الإغلاق، للأهمية الكبرى التي يتميز بها عيد الأضحى دينيا واجتماعيا بالأساس.
و يعتبر الأسبوع الموالي للعيد العطلة السنوية الوحيدة لأغلب أصحاب المحلات التجارية، والفترة السنوية الوحيدة للراحة ولم شمل العائلة.
ويشكل إغلاق المحلات التجارية دفعة واحدة، عبئا كبيرا على المواطنين وعلى سير حياتهم اليومية، و يضطرون معه أحيانا للتنقل خارج أحياءهم لاقتناء حاجياتهم اليومية.
وإضافة إلى شكوى المواطنين، يُحذر العديد من المهتمين بالشأن الإقتصادي من التداعيات السلبية للظاهرة المستمرة كل سنة على الاقتصاد المحلي لجهة الداخلة وادي الذهب ، لما تلحقه من ركود كبير فجائي ، إذ أن الاقتصاد المحلي يتضرر كل سنة خلال فترة عيد الاضحى نتيجة توقف التجار وأصحاب الخدمات والمهن الحرة الصغيرة والمتوسطة والعاملين لقطاع البناء عن مزاولة أنشطتهم بشكل كلي تماما، ويوقفون حركتهم التجارية خلال الفترة التي تستمر لأيام وأحيانا لأسابيع، إذ يتم استغلالها من طرف البعض لتوسيع وإصلاح محلاتهم التجارية، في حين يرى فيها البعض الآخر عطلتهم السنوية الوحيدة”.
وهو ما يتأثر سلبيا بشكل كبير نتيجة هذا الإغلاق، و يأخذ جل أصحاب المهن المنحدرين من أماكن بعيدة جدا، عطلة طويلة غير مقررة من طرف الدولة، ويشلون بالتالي بشكل جماعي قطاعات اقتصادية مهمة، فقطاع البناء مثلا يعرف تراجعا كبيرا ، خلال هذه الفترة بنسبة كبيرة ، ونفس الأمر ينطبق على المحلات التي ينخفض النشاط الاقتصادي والتجاري فيها بنسب كبيرة جدا ، حيث يصعب تفادي تأثيراتها”.
ويرى الكثير من المهتمين بالجانب الإقتصادي والنشاط التجاري أن “هذه الظاهرة متوارثة من القدم، وهي سمة من سمات المجتمع ، فرغم الإنفتاح والتطور سنة بعد أخرى على الاقتصاد الدولي ودخول أنشطة حديثة له، إلا أن الاقتصاد المحلي يعيش ما يمكن تسميته تساكن الظواهر القديمة مع الظواهر الحديثة، والظواهر القديمة هي المُتأثرة بالإغلاق، في حين لا تتوقف الأنشطة الحديثة إلا خلال أيام العطلة الرسمية المحددة في يوم أو يومين”.