ظاهرة سوداء وأطلق عليها سلاح “أبيض”، انتشرت بين أيدي الشباب المراهقين والمجرمين وأصحاب السوابق العدلية ، تعبث بمصيرهم ، فتنقلهم من الحرية والطموح والإنجازات ذات فائدة على المجتمع ، إلى عالم الجريمة الأسود ، حيث باتت هذه الظاهرة السوداء تدفع الكثير من المهتمين بالشأن العام إلى دق ناقوس الخطر بما تحمله هذه الظاهرة من تهديد لمستقبل شباب دفعهم التباهي وحب الظهور بين الأقران إلى حيازتها وحملها والافتخار بها ، ثم ما هي إلا طعنة واحدة حتى يجدوا أنفسهم وراء قضبان السجون أو على أسرّة المستشفيات .
ظاهرة لم تعد تحتمل السكوت عنها ، حسب الكثير من المراقبين ، الذين دعوا إلى إنزال أقصى العقوبات على كل من ظبط وبحيازته سلاحا أبيضا ، في حين دعا العديد من التربويين إلى تكثيف الرقابة الأمنية على الثانويات لتقليل خطر الشجارات العنيفة التي قد تنشب بين صفوف الطلبة بالثانويات ، كذلك ، وتكثيف عمليات المراقبة على أوكار أصحاب السوابق العدلية والتجمعات الليلة التي تنهتي غالبا بالشجار كما وقع ليلة البارحة بحي النهضة بالداخلة.
إن المشاجرة بالسلاح الأبيض تعتبر ظاهرة خطيرة تستوجب محاربتها والحد منها في المجتمع ، من خلال دور الجهات الرقابية في مصادرة هذه الأسلحة البيضاء ، فغالبية من استخدموا السلاح الأبيض في جرائمهم من المجرمين لم يخططوا لجرائمهم وجاءت عرضية ، وأن غالبيتهم ارتكبوا بمفردهم تلك الجرائم ، وضحايا هذه الآفة هم من فئة الشباب ، إذ لابد من تكاتف الجهود بين جميع الجهات للتصدي لهذه المشكلة واحتوائها في الوقت المناسب قبل تفاقمها ، من خلال حملات ضبط هذه الأسلحة والحد من انتشارها ، فضلاً عن الدور التوعوي لأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية والمعاهد ووسائل الإعلام ، لأفراد المجتمع وحثهم علــى عدم حمل السلاح في الأماكن والمناسبات العامة وخطورتها على المجتمع وعقوبتها السالبة للحرية ، إذا ما ضبطت عند من يحملها لغاية الإجرام أو إحداث للفوضى أو ترهيب للمواطن أو للسرقة والتهديد .
