مع نهاية شهر غشت 2022 ، نكون على مشارف نهاية السنة الأولى من عمل كل مجلس منتخب بجهة الداخلة وادي الذهب ، ما يلزمنا نحن وفق “عرف” إعلامي جديد ، بجرد الحصيلة المجلسية بشكل عام دون الحديث عن كل مجلس على حدا.
إن المجالس حصلت على الصفة التمثيلية بشكل رسمي بعد نهاية الإنتخابات في 2021، حيث كان ينتظر منها تقديم الحصيلة السنوية والإجابة عن سؤال ماذا قدمتم للمواطن ؟
هذه الحصيلة التي تباينت التقييمات حولها، واختلفت التعليقات بشأنها، خاصة أن الأحزاب الثلاثة المشكلة للمجالس المنتخبة وخلال الحملات الانتخابية المحلية قدمت وعودا كبيرة للمواطنين بكل أشكالهم وأنواعهم ( الكسابة ، التجار ، الموظفين ، الأساتذة ، العمال ، المعطلين ، النساء المطلقات ، الأرامل ، العجزة و ذوي الإحتياجات الخاصة ) ؟
فكانت آمال المواطنين معقودة عليها ، نظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، التي زادت من قتامتها جائحة كورونا ، ومع هذه الآمال وانتظارات ساكنة الداخلة ، ملامسة التغييرات ، شهد الكثير من المواطنين ضعف الأداء والتعاطي مع بعض الملفات الحاسمة
والتي كان أبرزها الملف الٱجتماعي ، والذي أثار إستياء المواطنين ، كون أنه لا وجود له داخل الميزانيات التي تم إعدادها في كل مجلس من المجالس المنتخبة ، كذلك ضعف المردودية للمنتخبين الموكلين للدفاع عن المواطن وتحقيق تطلعاتهم ، فإيجابيات المجالس المنتخبة حتى اليوم لا تزال مجرد حبر على ورق ، بخلاف السلبيات التي جرت ترجمتها سريعا على أرض الواقع ، حيث تجلت تلك السلبيات ، في مواصلة سياسة صم الأذان رغم الزيادة في الأسعار المرهقة للطبقات الفقيرة ، ومواجهة المطالب الإجتماعية للساكنة بأساليب التمني المتداولة ( سنقوم ، سنفعل .. إلخ ) ، إضافة إلى ذلك ضعف أداء المعارضة داخل المجالس المنتخبة وعدم إلمامها التام بالقضايا الجوهرية التي تقض مضجع المواطن ، لهو ضعف يعكس مدى الارتباك الذي يطبع المرحلة .
إن الذي حصل عقب تشكيل المجالس المنتخبة بتحالف تكون من الأحرار والأصالة والاستقلال هو أن هناك رؤساء وأعضاء (احترقوا) في الأسبوع الأول من تعيينهم في مناصبهم ، وأصبح وجودهم كعدمه، وبدا واضحا أن ما حسبناه ماء صافيا كان مجرد سراب تحت مفعول (الظمأ) ليس إلا.
وهكذا أصبح الخبر ، في نهاية السنة الأولى من عمل المجالس المنتخبة ، ليس هو تقلد فلان لمنصب أو تعيين علان ، بل متى يرحل الرئيس الفلاني والعضو العلاني من تشكيلة مجلس معين علق المواطنون عليه آمالا عريضة .
فلا يخفى على أحد أن هناك منتخبين أسقطهم الفيسبوك أخلاقيا وسياسيا حتى قبل أن يجلسوا فوق كرسي المجلس المنتخب وأخرون تبخروا في الهواء ولم نعد نسمع عنهم أي شيء ، بل وأكثر من هذا ، صار القحط والركود هو العنوان العريض لهذه المرحلة السياسية التي دخلتها المجالس المنتخبة بجهة الداخلة وادي الذهب والحقيقة أن الصمت إذا طال فقد يفتح باب الخيمة ، لا قدر الله ، على مصراعيه أمام التوجهات السياسية العاصفة للمواطنين مستقبلا وتحديد بدلاء هم أشد حزما وعزما وتحقيقا لمطالب المواطن .
فكل ما تقدم قد يعطينا إنطباع أن المجالس المنتخبة في عامها الأول لم تفي بعد بوعودها ولم تحاول تصحيح مسارها ، بل مازلت تتخبط في البرامج التي تستهدف المواطن ؟
يتبع …