بقلم : محمد يسلم ولد أسويلم
تبخّرت خلال السنوات الماضية، المياه الدافئة التي جرت في سياسات الرؤساء والجنرالات الجزائريين بإقامة كيان وهمي في الصحراء المغربية تبخرت هذه الأحلام على واقع الحقيقة ، حقيقة مغربية الصحراء لقد أصبحت هذه الأحلام وبالا على الشعب الجزائري إستنزفت الإقتصاد و قامت شرخا عميقا في أوساط الجزائريين وتفككا سياسيا وفوضى أمنية مرعبة عانت منها الجزائر على مر سنين طوال. تبدو المفارقة المُـلفتة أنّ التخلي عن المطالبة بإقامة دولة وهمية أصبح خيارا وحيدا مطروحا أمام الجزائريين ، فسحب إعترافات العديد من الدول بهذا الكيان و إغلاق تمثيلياته ، وفتح قنصليات للكثير من دول الإتحاد الإفريقي و أمريكا اللاتينية في مدينتي العيون و الداخلة ، أكبر دليل على فشل الأطروحة الجزائرية . واليوم البوليساريو أصبح نعش جنازة محمولة على أكتاف جنرالات الجزائر . فزيادة على فشلها الذريع في الحرب وما ذكر سابقا من معاناتها في إفريقيا والعالم ، تزداد الركلات واللكمات داخليا لهذا الكيان .
البوليزاريو اليوم هي نفسها سنة 1975 إن لم تكن. الأوضاع أكثر سوءا الأمر هناك لا يطاق ، الجوع والظلم والتعذيب ، والقيادة يتقاسمون أموال الدعم الموجهة لللاجئين، وأبناؤهم يتحكمون في كل شاردة وواردة في مخيمات تندوف .
وبالعكس فالمغرب يكرس جهودا كبيرة لتنمية الأقاليم الجنوبية وتطوير مشاريع إقتصادية عملاقة، فالطرق والمستشفيات والمدارس والبنية التحتية قد شهدت قفزة نوعية كبيرة يشهد بها الجميع في السنوات الأخيرة .
وكانت الاستثمارات في الأقاليم الجنوبية للمغرب كبيرة ، حيث تم استثمار مليارات دولارات .
في قطاعات المياه والكهرباء وتنقية السوائل في مناطق الصحراء المغربية .
وتعتبر الجهوية الموسعة تجربة رائدة ، يتمتع من خلالها السكان بسيير أنفسهم بكل حرية.
و ها هي الجزائر وكيانها الوهمي يتكبدون هزيمة أخرى تتمثل في ميلاد حركة سياسية صحراوية قد تقضي على كيان الماركة السياسية Made in algerie .
حركة صحراويون من أجل السلام التي أعلن عنها منذ سنتين تعقد اليوم ملتقى جامعا (ملك أهل الصحراء ) بمدينة لاس بالماس بجزر كناريا الإسبانية في عمق الإتحاد الأروبي .
هذه الحركة التي قد تتيح للصحراويين فرصا إيجابية يتبنون من خلالها الحلول المتاحة المتمثلة في حكم ذاتي في كنف المملكة المغربية .
حكما ذاتيا يضمن للصحراويين تسيير أنفسهم بأنفسهم . ينعمون فيه بالحرية والإنعتاق. ويتخلصون من براثين ما سببته لهم الجزائر.