هل تساهم القوارير البلاستيكية لصيد الاخطبوط في قتل البيئة البحرية لجهة الداخلة ؟

هيئة التحرير25 ديسمبر 2022آخر تحديث : الأحد 25 ديسمبر 2022 - 12:14 مساءً
هيئة التحرير
البحر بريس
هل تساهم القوارير البلاستيكية لصيد الاخطبوط في قتل البيئة البحرية لجهة الداخلة ؟

بقلم : بدبدا ولد سيدي محمد

تزامنا مع انطلاق الموسم الشتوي لصيد الاخطبوط بالسواحل الجنوبية للمملكة ، خصوصا بجهة الداخلة ، بات لايقتصر الحديث حول هذا النشاط البحري وعن الكوطة المخصصة لصيد هذا النوع من الرخويات كنوع من التقنين من اجل حمايتها من الصيد الجائر ، بل بات يتعداه إلى إماطة اللثام عن الممارسات المدمرة للبيئة ، والمتعلقة مباشرة بصيد اسماك الاخطبوط ، عبر الاستعمال المفرط للبلاستيك ( الغراف) في عملية صيد هذا الصنف من الرخويات (الأخطبوط).

وتَستعمِلُ عشرات قوارب الصيد التقليدي التي تمتهن صيد الاخطبوط بالسواحل التابعة لجهة الداخلة الاف القدور البلاستيكية في عملية الصيد ، إذ لكل قارب حمولة كبيرة من القوارير البلاستيكية يتم رميها في سواحل الداخلة ، واكيد ان هذه العملية تؤدي الى فقدان كميات كبيرة من البلاستيك في أماكن متفرقة داخل أعماق البحر ، ما يجعلها سببا مباشرا يضر بالبيئة البحرية .

sahel

هذا النوع من الصيد – صيد الاخطبوط -أصبحت له عواقب وخيمة على البيئة البحرية التي تعاني أساسا من الاختناق بسبب البلاستيك ( الغراف) ، فقد سبق لجمعيات مهنية ان حذرت من تأثير القوارير البلاستيكية على البيئة البحرية بالمنطقة ، لكن الجهات المعنية تتناسى تأثير البلاستيك المستعمل في الصناعة البحرية وخصوصا صيد الأخطبوط الذي يقدف به بشكل مباشر داخل البحر وتركز فقط على المداخيل من هذه المادة الحيوية .

هذا مع العلم ان نتائج دراسة حديثة أظهرت أن رمي البلاستيك في عرض البحر هو المصدر الرئيسي للنفايات الصلبة الملوثة لشواطئ المغرب بنسبة 85 بالمائة.

ورغم العديد من الشعارات التي رفعتها الدولة “بحر بلا بلاستيك” الا ان جميع الدراسات تؤكد ان كمية البلاستيك التي يتم القاؤها بالشواطئ المغربية خصوصا الجنوبية منها ، في تزايد مضطرد، وعلى الوزارة الوصية التدخل من اجل تنقية القطاع من اكثر آفة تهدده ، بمنع استعمال هذه المادة البلاستيكية في صيد الأخطبوط ، والبحث بالمقابل عن مواد بديلة صديقة للبيئة ، تجدر الإشارة ان صناعة صيد الاخطبوط أصبحت ملزمة اليوم بأن تستعمل القدور الطينية ، وهي مادة صديقة للبيئة ، إلا ان العديد من الصيادين يعتبرونها غير عملية ، بسبب وزنها الزائد و تعرضها الدائم للتكسر.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • عبدالرحيم الهراس

    عبدالرحيم الهراس27 مايو 2023 - 5:15

    طريقة الإستغلال الجيد والمستدام لمصيدة الاخطبوط من طرف القوارب التقليدية على طول ساحل المملكة. حسب ما جاء في مقالكم حول هذا الموضوع. اشير ان موضوع تأثير المواد البلاستيكية كيف ما كانت أشكالها فهي أفة خطيرة تأثر بشكل سلبي على البيئة البحرية. اما بالنسبة للمصيدة فيجب أن يعلم ارباب القوارب التقليدية ان مصيدة الاخطبوط التي يمارسون فيها الصيد، اي اقل من 30 مترا من القمع لا علاقة لها بالمصايد المستهدفة من الاسطولين للجر القاعي سواء الساحلي أو الصناعي(اعالي البحار ). لدى يجب على التمثيليات المهنية لهذا الصنف(التقليدي) ان يبادروا لضمان إستدامة مصايدهم مع أخذ بعين الاعتبار النقط التالية: 1- التخلي عن صيد الأخطبوط بالقوارير سواء البلاستيكية او الطينية لأنها تستهدف الإناث في مرحلة التبييض بنسبة 100% وباقي الأحجام خاصة عنذ التقلبات الجوية. مع إستعمال المخطاف الذي يعرف بالكراشة وان تكون مكوناته لا تقل عن 3 صنارات. 2- إعادة الأحجام التي يقل وزنها عن 800 غرام الى البحر. 3 – ظرورة إستعمال الصناديق العازلة للحرارة لتثمين والمحافظة على جودة مصطاداتهم عنذ التنقل إلى نقطة البيع المجهزة لهذا العرض. 4- فيما يخص الحصة الممنوحة من طرف الوزارة الوصية على ارباب القوارب ان يحددوا 70 كلوغرام في الرحلة وهي الكمية القصوى التي يمكن إستعابها من طرف الصناديق العازلة للحرارة المرخصة من طرف الوزارة الوصية والتي كان يجب إستعمالها إبتداءا من 1 ينار 2023. بالنسبة لمصيدة جنوب بوجدور يمكن لارباب قوارب الصيد التقليدي بجهة الداخلة وادي الذهب الاطلاع على المصطادت لزملائهم شمال بوجدور الذين لا يستعملون القوارير البلاستيكية ويكتفون باستعمال المخطاف (الكراشة). ولهم الإختيار لاستغلال مصيدتهم بأحسن الطرق. تحياتي للجميع. ربان الصيد بأعالي البحار متقاعد.

الاخبار العاجلة