تمثال المرأة البيظانية بباريس شاهد على تاريخ مشترك وسفير للتراث الحساني

هيئة التحرير8 مارس 2021آخر تحديث : الإثنين 8 مارس 2021 - 6:02 مساءً
هيئة التحرير
مختارات
تمثال المرأة البيظانية بباريس شاهد على تاريخ مشترك وسفير للتراث الحساني

الساحل بريس

بمناسبة يوم المرأة العالمي (8 مارس)،  يشرفني وأنا أنتمي لمجتمع البيظان، أن أساهم في تخليد  عمل نسوي متميز لفرنسية بادرت بالتعريف بجانب من تراثنا في وقت كانت فيه ثقافتنا مستهدفة، السيدة “أنا كينكان”Anna Quinquaud”  طالما تغنت ببساطة وجمال مجتمعنا ودفعها شغفها وحبها للصحراء سنة 1925  الى شد الرحال و  التجول في ربوع الساحل والصحراء ( موريتانيا ، النيجر،السنغال ومالي) تاركة آثار تشهد على مقدار حبها وتعلقها بشعوب المنطقة.

كشفت السيدة “أنا كينكان “عن تحفتها المتميزة  تمثال المرأة البيظانية  ” Femme Maure””  في المعرض  الدولي للفنون بالعاصمة الفرنسية باريس سنة 1937 ، والذي يعد  حينها أكبر معارض العالم حيث شاركت فيه أكثر من أربعين دولة  بأجنحة مختلفة، امتدت مبانيها وساحاتها على مساحة 101 هكتارا، وزاره حوالي 31 مليون زائر، أُقيم المعرض في ظل التوتر الدولي الذي سبق الحرب العالمية الثانية و كانت مشاركات القوتين العظميين في أوروبا في تلك الفترة، الاتحاد السوفيتي من جهة، وألمانيا النازية من جهة أخرى، وتظهر الصور المخلدة لتلك الفترة كيف كانت تمثال  المرأة البيظانية متميز عن باقي التماثيل العارية في ساحة قصر طوكيو بباريس، حيث يعكس التمثال صورة لمرأة واثقة من نفسها  لباسها محتشم  نابع من هويتها الاسلامية قامتها كالسيف وجمالها مبهر تحمل قدح لبن  تعبيرا عن كرم الساحل .

sahel

   سقطت النازية وسقط الاتحاد السفيتي وتغيرت خارطة بلدان  وبقي تمثال المرأة البيظانية شامخا في مكانه ،محتفظا باسمه الأصلي، شاهدا على أحداث تاريخية كبرى وسفيرا للثقافة الحسانية.

 كان لي الشرف بأن زرت مكان التمثال في ربيع 2018, لأكتشف جمال هذه التحفة الأثرية التي تربط الحاضر بالماضي وينتابك شعور بالفخرو أنت أمامها، وفي هذا المناسبة  التي يحتفل  العالم فيها بالمرأة أوجوه دعوة الى  بلدية باريس و سفراء الدول المغاربية بفرنسا ومنظمات الغير حكومية الفاعلة في الشأن الثقافي الى  حماية هذا الصرح الثقافي الذي يميز المرأة ، على أمل أن نخلد نحن كذلك ذكرى السيدة  أنا كينكان بتسمية أحد الأماكن العامة  عليها عرفانا لها بالجميل، هي مناسبة لنمد  جسور السلام و التقارب بين شعوب العالم، وقد أشار الباحث الموريتاني سيدي ولد احمد الأمير إلى عدة أعمال قامت بها السيدة كينكان من بينها مجسم للزعيم محمد ولد الخليل الركيبي  و لأمير الترارزة أحمد سالم ولد إبراهيم السالم، كما نحتت تمثالا للعالم والقاضي أحمد ولد أبنو عبدم الديماني .

الشيخ المامي أحمد بازيد

رئيس المنتدى المدني للحوار

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة