دعائم الدولة الاجتماعية

هيئة التحرير25 فبراير 2022آخر تحديث : الجمعة 25 فبراير 2022 - 2:59 مساءً
هيئة التحرير
مختارات
دعائم الدولة الاجتماعية

تقديم عام :

عرفت الأدبيات السياسية والانتروبولوجية في عدة دول أوروبية وشمال اوروبا الدولة الاجتماعية هي الدولة التي نلقى عليها واجب تقديم المساعدات والعون للفئات الضعيفة في المجتمع والتي عليها مسؤولية حماية المواطنين من إمكانية الوقوع ضحية اقتصاد السوق الرأسمالي .*1*

والدولة الاجتماعية هي التي تضمن التوزيع العادل من خلال الموارد والخدمات  بناءا على عدد من التشريعات ،خصوصا في مجال التقاعد والشيخوخة والتأمين والعجز وغيرها من المخاطر التي تهدد الانسان .وتضع الاسرة تحت حماية قانونية خاصة وهذه التشريعات يطلق عليها شبكة التأمينات الاجتماعية ويعتبر النموذج الالماني إحدى أهم النماذج المتميزة في العالم ،حيث مع إعادة توحيد ألمانيا تم البدء في تطبيق نموذج الدولة الاجتماعية وبدأت الحكومة الفدرالية بصرف جزء من تكاليف إعادة توحيد ألمانيا*2*

كما عرفت المانيا اقتصاد السوق الاجتماعي وهو اقتصاد يتخذ عدة تدابير لخلق توازن بين المصالح المختلفة في المجتمع وهذا النوع مرتبط أساسا بمفهوم الانسان داخل الدولة ودور الدولة حاضر بقوة في حماية حقوق الانسان الاساسية وكرامة الغير القابلة للتصرف بموجب المادة الأولى من القانون الاساسي الالماني حيث وضعت لذلك اطار قانوني للدولة الاجتماعية حيث ينص في مادته 20على أن جمهورية ألمانيا الاتحادية دولة اتحادية ديمقراطية واجتماعية كما نصت المادة 28 على ان دولة القانون التي تسودها العدالة الاجتماعية  .*3*

مما سبق نسستج أن دولة المانيا الاتحادية تعتبر نموذج رائد في تكريس دعائم الدولة الاجتماعية حيث، انها حققت مؤشرات للرفاه الإنساني بناءا على أطروحة ان التنمية الاقتصادية هي التي تستطيع بناء الانسان عبر اعطائه الفرص والقدرات لينعم بحياة متوازنة وسليمة  ،والسؤوال الذي يطرح من خلال التجارب المقاربة يتبين لنا أن دعامات الدولة أصبحت حاضرة بشكل قوي لدينا سواءا من خلال دستور سنة 2011 أوالبرامج الحكومية للحكومات التي أعقبت هذا الدستور ،حيث نص الدستور في تصديره ذكر بالعديد من دعائم الدولة الاجتماعية .*4*

 إن المملكة المغربية، وفاء لاختيارها الذي لا رجعة فيه، في بناء دولة ديمقراطية يسودها الحق والقانون، تواصل إقامة مؤسسات دولة حديثة، مرتكزاتها المشاركة والتعددية والحكامة الجيدة، وإرساء دعائم مجتمع متضامن، يتمتع فيه الجميع بالأمن والحرية والكرامة والمساواة، وتكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية، ومقومات العيش الكريم، في نطاق التلازم بين حقوق وواجبات المواطنة. المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كلمكوناتها، العربية – الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية. كما أن الهوية المغربية تتميز بتبوئ الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها، وذلك في ظل تشبث الشعب المغربي بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية جمعاء. وإدراكا منها لضرورة إدراج عملها في إطار المنظمات الدولية، فإن المملكة المغربية، العضو العامل النشيط في هذه المنظمات، تتعهد بالتزام ما تقتضيه مواثيقها، من مبادئ وحقوق وواجبات، وتؤكد تشبثها بحقوق الإنسان، كما هي متعارف عليها عالميا. كما تؤكد عزمها على مواصلة العمل للمحافظة على السلام والأمن في العالم. وتأسيسا على هذه القيم والمبادئ الثابتة، وعلى إرادتها القوية في ترسيخ روابط الإخاء والصداقة والتعاون والتضامن والشراكة البناءة، وتحقيق التقدم المشترك، فإن المملكة المغربية، الدولة الموحدة، ذات السيادة الكاملة، المنتمية إلى المغرب الكبير.*5*

كما نص في الفصل الاول على مايلي :

نظام الحكم بالمغرب نظام ملكية دستورية، ديمقراطية برلمانية واجتماعية.

يقوم النظام الدستوري للمملكة على أساس فصل السلط، وتوازنها وتعاونها، والديمقراطية المواطنة والتشاركية، وعلى مبادئ الحكامة الجيدة، وربط المسؤولية بالمحاسبة.

تستند الأمة في حياتها العامة على ثوابت جامعة، تتمثل في الدين الإسلامي السمح، والوحدة الوطنية متعددة الروافد، والملكية الدستورية، والاختيار الديمقراطي

التنظيم الترابي للمملكة تنظيم لا مركزي، يقوم على الجهوية المتقدمة.

كما نص في الفصل 31 على مايلي  :

تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، على تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين، على قدم المساواة، من الحق في:

–         العلاج والعناية الصحية؛

–         الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية، والتضامن التعاضدي أو المنظم من لدن الدولة؛

–         الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة؛

–         التنشئة على التشبث بالهوية المغربية، والثوابت الوطنية الراسخة؛

–         التكوين المهني والاستفادة من التربية البدنية والفنية؛

–         السكن اللائق؛

–         الشغل والدعم من طرف السلطات العمومية في البحث عن منصب شغل، أو في التشغيل الذاتي؛

–         ولوج الوظائف العمومية حسب الاستحقاق؛

sahel

–         الحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة؛

–         التنمية المستدامة.

ونلاحظ من خلال ماسبق ان دستور 2011ابرز لنا دعائم وركائز الدولة الاجتماعية الي تنبني على التضامن والمساواة والانصاف والحكامة الجيدة وتوزيع الخدمات العمومية بشكل متساو والاندماج الوطني والحماية الاجتماعية …

ترى هل جسد البرامج الحكومية هاته الدعائم ،سوف اركز على البرنامج الحكومي الاخير حيث ركز من خلال التزاماته العشرة على العديد من البنوذ تبين لنا محورية السياسات الاجتماعية ودعائم الدولة الاجتماعية ويمكن إجمالها فيما يلي :

تفعيل الحماية الاجتماعية الشاملة 

إخراج مليون اسرة من الفقر والهشاشة *6*

حماية وتوسيع الطبقة الوسطى وتوفير الشروط الاقتصادية والاجتماعية لبروز طبقة فلاحية متوسطة في العالم القروي 

تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية الى اقل من 39 %

تعبئة المنظومة التربوية بهدف تصنيف المغرب ضمن احسن 60دولة عالميا 

تعميم التعليم الاولي 

رفع سن نشاط النساء الى اكثر من 30%عوض 20%حاليا 

الرفع من وتيرة النمو الى معدل 4%خلال الخمس السنوات المقبلة 

تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية

نخلص في الأخيرالى أن المغرب استطاع بناء دعائم  للدولة الاجتماعية لكن تكريس بنوذها وتفعيلها مازال بحاجة ماسة إلى إرادة وطنية حقيقية ووعي مجتمعي  .

لائحة المراجع والهوامش :

1- انظر سلسلة اوراق بحثية حول القانون والاقتصاد “قراءة في مفهوم الدولة الاجتماعية :النموذج الالماني دراسات حول نموذج اقتصاد السوق الاجتماعي “

إعداد جميل سالم 6/2018 معهد الحقوق جامعة بيرزيت ،فلسطين 

2-نفسه

3-نفسه

4-انظر مقالةحول  “المسألة الاجتماعية في برامج الاحزاب السياسية المشكلة للحكومة ” عبدالواحد بلقصري  جريدة بناصا الالكترونية 22/02/2022

5-انظر دستور المملكة المغربية لسنة 2011

6-انظر البرنامج الحكومي 2021/2026

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة