وجه النائب البرلماني، حسن أومريبط، عضو فريق التقدم والإشتراكية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا، إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، حول مصير 18 بحارا انقطعت أخبارهم في ظروف غامضة قبالة ساحل مدينة الداخلة.
وأوضح البرلماني أومريبط أنه بعد انقطاع أخبار 18 بحارا، قبالة سواحل مدينة الداخلة منذ 13 فبراير الماضي، معظمهم ينحدر من أورير وأسفي، تسود حالة من القلق والترقب وسط عائلاتهم، أذكاها تناسل أخبار مُتفرقة وتكهنات متباينة بشأن مصداقية غرق المركب الذي يقلهم أو تعرضه لمكروه آخر، في وقت لم توضح فيه مصالح الوزارة مصيره وظروف وملابسات فقدان الاتصال به.
وأشار البرلماني إلى أن عائلات هؤلاء البحارة بمعية أصدقائهم وعموم البحارة، لا زالوا ينتظرون معرفة مصيرهم والظروف المحيطة بإبحارهم.
وحسب واضع السؤال فهذه القضية تعود لتطرح تفشي مشكل إنقاذ الأرواح وضعف خدمات السلامة البحرية الذي أكدته مؤخرا العديد من الحوادث في مختلف السواحل المغربية، سواء المتعلقة بانقلاب المراكب وتعرضها للغرق أو اشتعال النيران، وهو ما يخلف مآسي وندوبا نفسية واجتماعية قاسية وسط البحارة وذويهم.
واعتبر البرلماني أن هذا الأمر يدعو لإعادة النظر في آليات حماية أرواح وأجساد هذه الطاقات البشرية التي بفضل التضحية بأرواحها يتم تأمين حاجيات المغاربة من المنتوجات البحرية.
وساءل البرلماني أومربيط، وزير الفلاحة والصيد البحري، عن سياق إبحار السفينة “بنجلون” التي تقل هؤلاء البحارة، مستفسرا عن التدابير والإجراءات التي قامت بها مصالح الوزارة للكشف عن ظروف فقدانهم.
وكانت مندوبية الصيد البحري بالداخلة أعلنت، بتاريخ 27 فبراير الماضي، اختفاء مركب الصيد “بن جلون”، بسواحل الداخلة، وعلى متنه 17 بحار.
وقالت المندوبية، في بلاغ لها، إنها تلقت بتاريخ 19 فبراير الجاري، اتصالا من طرف ممثل مجهز مركب الصيد الساحلي بالخيط المسمى ” بن جلون ” و المسجل تحت الرقم الاستدلالي 821- 7 يفيد بأن رحلة الصيد لهذا المركب قد دامت أكثر من المعتاد.
وأضاف البلاغ ذاته أنه وبعد التأكد بأن جهاز الرصد والتموقع، قد توقف بتاريخ 13 فبراير الجاري، على الفور تم إشعار جميع السلطات والإدارات المعنية.
وعلى الفور، توضح المندوبية، بدأت عمليات البحث والتمشيط للموقع المحتمل لوجود هذا المركب على بعد حوالي 55 ميل بحري غرب ميناء الداخلة، تحت اشراف مركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ البحري ببوزنيقة، الذي قام بإشعار جميع أنواع المراكب التي تلج المنطقة بهذه الحالة.
وأشار المصدر ذاته إلى أن عمليات البحث والتمشيط المكثفة قامت بها وحدات تابعة للبحرية الملكية وخافرة الإنقاذ الوحدة التابعة لمندوبية الصيد البحري بالداخلة، كما تم استعمال طائرة مختصة تابعة للدرك الملكي التي قامت بعدة طلعات للموقع ونواحيه.
وأكدت مندوبية الصيد البحري بالداخلة أن الجهود مازالت متواصلة من طرف جميع السلطات المعنية لتحديد موقع هذا المركب المختفي، والذي يتكون طاقمه من 17 بحار.
ولفتت المندوبية إلى أن السلطات المعنية فتحت تحقيقا لمعرفة ظروف اختفاء مركب الصيد المسمى “بن جلون”، وتشكلت لجنة مختصة مكونة من المصالح المركزية والجهوية لكتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري التي فتحت تحقيقا إداريا للكشف عن احتمالات اختفاء مركب الصيد المسمى “بن جلون” إلى حدود يوم الخميس (27 فبراير).